بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٤ - الصفحة ١٧٤
السابق
وغير اللطيف، وفي الخلق اللطيف من الحيوان الصغار من البعوض والجرجس وما هو أصغر منهما ما لا يكاد تستبينه العيون بل لا يكاد يستبان لصغره الذكر من الأنثى، و الحدث المولود من القديم فلما رأينا صغر ذلك في لطفه واهتدائه للسفاد والهرب من الموت والجمع لما يصلحه مما في لجج البحار وما في لحاء الأشجار والمفاوز والقفار و فهم بعضها عن بعض منطقها وما يفهم به أولادها عنها ونقلها الغذاء إليها ثم تأليف ألوانها حمرة مع صفرة وبياضا مع خضرة (1) وما لا تكاد عيوننا تستبينه بتمام خلقها (2) ولا تراه عيوننا ولا تلمسه أيدينا علمنا أن خالق هذا الخلق لطيف لطف في خلق ما سميناه بلا علاج ولا أداة ولا آلة، وأن كل صانع شئ فمن شئ صنع، والله الخالق اللطيف الجليل خلق وصنع لامن شئ.
التوحيد: الدقاق، عن محمد الأسدي، عن البرمكي، عن الحسين بن الحسن بن بردة، عن العباس بن عمرو الفقيمي، عن أبي القاسم إبراهيم بن محمد العلوي، عن الفتح بن يزيد الجرجاني مثله، مع زيادات وتغييرات أوردناه في باب جوامع التوحيد.
توضيح: أبو الحسن هو الرضا عليه السلام، كما يظهر من الكليني، (3) ويحتمل الهادي عليه السلام حيث عد الشيخ رحمه الله الفتح من أصحابه والأول أظهر قوله عليه السلام: مجسم الأجسام أي خالقها أو معطي ماهياتها على القول بجعلها قوله: فرق إما فعل أو اسم أي الفرق حاصل بينه وبين من جسمه. قوله عليه السلام: أحلت أي أتيت بالمحال. قوله عليه السلام: إنما التشبيه في المعاني أي التشبيه الممنوع منه إنما هو تشبيه معني حاصل فيه تعالى بمعنى حاصل للخلق لا محض إطلاق لفظ واحد عليه تعالى وعلى الخلق بمعنيين متغايرين، أو المعنى أنه ليس التشبيه في كنه الحقيقة والذات، وإنما التشبيه في المفهومات الكلية التي هي مدلولات الألفاظ وتصدق عليه تعالى كما مر تحقيقه.

(1) في العيون والكافي: وبياضا مع حمرة.
(2) في الكافي وبعض النسخ: لدمامة خلقها.
(3) ومن الصدوق، حيث إن ايراد الحديث في العيون يدل على ذلك.
(١٧٤)
التالي
الاولى ١
٠ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب 1
2 * (أبواب تأويل الآيات والاخبار الموهمة لخلاف ما سبق) * باب 1 تأويل قوله تعالى: خلقت بيدي، وجنب الله، ووجه الله، ويوم يكشف عن ساق، وأمثالها، وفيه 20 حديثا. 3
3 باب 2 تأويل قوله تعالى: ونفخت فيه من روحي، وروح منه، وقوله صلى الله عليه وآله: خلق الله آدم على صورته، وفيه 14 حديثا. 13
4 باب 3 تأويل آية النور، وفيه سبعة أحاديث. 17
5 باب 4 معنى حجرة الله عز وجل، وفيه أربعة أحاديث. 26
6 باب 5 نفي الرؤية وتأويل الآيات فيها، وفيه 33 حديثا. 28
7 * (أبواب الصفات) * باب 1 نفي التركيب واختلاف المعاني والصفات، وأنه ليس محلا للحوادث والتغييرات، وتأويل الآيات فيها، والفرق بين صفات الذات وصفات الأفعال، وفيه 16 حديثا. 64
8 باب 2 العلم وكيفيته والآيات الواردة فيه، وفيه 44 حديثا. 76
9 باب 3 البداء والنسخ، وفيه 70 حديثا. 94
10 باب 4 القدرة والإرادة، وفيه 20 حديثا. 136
11 باب 5 أنه تعالى خالق كل شيء، وليس الموجد والمعدم إلا الله تعالى وأن ما سواه مخلوق، وفيه خمسة أحاديث. 149
12 باب 6 كلامه تعالى ومعنى قوله تعالى: قل لو كان البحر مدادا، وفيه أربعة أحاديث. 152
13 * أبواب أسمائه تعالى وحقائقها وصفاتها ومعانيها * باب 1 المغايرة بين الاسم والمعنى وأن المعبود هو المعنى والاسم حادث، وفيه ثمانية أحاديث. 155
14 باب 2 معاني الأسماء واشتقاقها وما يجوز إطلاقه عليه تعالى وما لا يجوز، وفيه 12 حديثا. 174
15 باب 3 عدد أسماء الله تعالى وفضل إحصائها وشرحها، وفيه ستة أحاديث. 186
16 باب 4 جوامع التوحيد، وفيه 45 حديثا. 214
17 باب 5 إبطال التناسخ، وفيه أربعة أحاديث. 322
18 باب 6 نادر، وفيه حديث. 324