بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١ - الصفحة ١٤٠
السابق
قوله (عليه السلام): من كان قوله لفعله مصدقا على صيغة اسم الفاعل أي ينبغي أن يأتي أولا بما يأمره، ثم يأمر غيره ليكون قوله مصدقا لما يفعله ويمكن أن يقرأ على صيغة المفعول.
قوله (عليه السلام): لان الله الخ أي العقل أمر مخفي في الانسان لا يعرف وجوده في شخص إلا بما يظهر على الجوارح من آثاره والافعال الحسنة الناشئة عنه، ويمكن أن يكون المراد بالعقل المعرفة.
يا هشام كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: ما من شئ عبد الله به أفضل من العقل وما تم عقل امرؤ حتى يكون فيه خصال شتى: الكفر والشر منه مأمونان، والرشد والخير منه مأمولان، وفضل ماله مبذول، وفضل قوله مكفوف، ونصيبه من الدنيا القوت، ولا يشبع من العلم دهره، الذل أحب إليه مع الله من العز مع غيره (1) والتواضع أحب إليه من الشرف، يستكثر قليل المعروف من غيره ويستقل كثير المعروف من نفسه ويرى الناس كلهم خيرا منه، وأنه شرهم في نفسه، وهو تمام الامر.
بيان: دهره أي في تمام دهره وعمره. الذل أحب إليه المراد الذل والعز الدنيويان أو ذل النفس وعزها وترفعها. وهو تمام الامر أي كل أمر من أمور الدين يتم به، أو كأنه جميع أمور الدين مبالغة (2) والمراد بالكفر جميع أنواعه على ما سيأتي تفسيره في موضعه إن شاء الله تعالى.
يا هشام من صدق لسانه زكا عمله، ومن حسنت نيته زيد في رزقه، ومن حسن بره بإخوانه وأهله مد في عمره.
بيان: نيته أي عزمه على المبرات والخيرات، أو المراد الاخلاص في أعماله الحسنة.
يا هشام لا تمنحوا الجهال الحكمة فتظلموها، ولا تمنعوها أهلها فتظلموهم.

(1) لعل المراد أن العاقل إذا يرى أن المماشاة مع الناس وذهابه مذهبهم توجب رفعة قدره و عظم شأنه بينهم وبعده عن الحق وأن الاخذ بالديانة وسلوكه سبيل الحق يوجب المذلة بينهم يختار المذلة عند الناس مع كونه عند الله عزيزا على عزته بينهم وبعده عنه تعالى، أو أن ذل نفسه بأخذه زمامها وبردعها عن مشتهياتها أحب إليه من عز نفسه بارساله عنانها وبانجاح حوائجها وآمالها.
(2) والظاهر أن المراد به تمام ذلة النفس وفقرها وهو آخر درجات الايمان وتمام عقل المرء وبه يتم أمره كما جاء منصوصا عليه في بعض الأحاديث.
(١٤٠)
التالي
الاولى ١
٠ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب 1
2 خطبة الكتاب 3
3 مقدمة المؤلف 4
4 مصادر الكتاب 8
5 توثيق المصادر 28
6 رموز الكتاب 48
7 تلخيص الأسانيد 50
8 المفردات المشتركة 59
9 بعض المطالب المذكورة في مفتتح المصادر 64
10 فهرست الكتب 81
11 * (كتاب العقل والعلم والجهل) * باب 1 فضل العقل وذم الجهل، وفيه 53 حديثا. 83
12 باب 2 حقيقة العقل وكيفية وبدء خلقه، وفيه 14 حديثا. 98
13 بيان ماهية العقل. 101
14 باب 3 احتجاج الله تعالى على الناس بالعقل وأنه يحاسبهم على قدر عقولهم، وفيه خمسة أحاديث. 107
15 باب 4 علامات العقل وجنوده، وفيه 52 حديثا. 108
16 باب 5 النوادر، وفيه حديثان. 163
17 * (كتاب العلم) * باب 1 فرض العلم، ووجوب طلبه، والحث عليه، وثواب العالم والمتعلم، وفيه 112 حديثا. 164
18 باب 2 أصناف الناس في العلم وفضل حب العلماء، وفيه 20 حديثا 188
19 باب 3 سؤال العالم وتذاكره وإتيان بابه، وفيه سبعة أحاديث. 198
20 باب 4 مذاكرة العلم، ومجالسة العلماء، والحضور في مجالس العلم، وذم مخالطة الجهال، وفيه 38 حديثا. 200
21 باب 5 العمل بغير علم، وفيه 12 حديثا. 208
22 باب 6 العلوم التي أمر الناس بتحصيلها وينفعهم، وفيه تفسير الحكمة، وفيه 62 حديثا. 211
23 باب 7 آداب طلب العلم وأحكامه، وفيه 19 حديثا. 223