بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١ - الصفحة ١٢٤
السابق
بيان: قوله تعالى: بك أبدا وبك أعيد، أي بك خلقت الخلق وأبدأتهم، و بك أعيدهم للجزاء، إذ لولا العقل لم يحسن التكليف، ولولا التكليف لم يكن للخلق فائدة، ولا للثواب والعقاب والحشر منفعة، ولا فيها حكمة.
قوله (صلى الله عليه وآله): ومن الحلم العلم، إذ بترك الحلم ينفر العلماء عنه، فلا يمكنه التعلم منهم، وأيضا يسلب الله علمه عنه، ولا يفيض عليه الحكمة بتركه، كما سيأتي. والرشد:
الاهتداء والاستقامة على طريق الحق مع تصلب فيه. والعفاف: منع النفس عن المحرمات والصيانة: منعها عن الشبهات والمكروهات، فلذا تتفرع على العفاف، وبالصيانة ترتفع الغواشي والأغطية عن عين القلب فيرى الحق حقا، والباطل باطلا، فيستحيي من ارتكاب المعاصي، وإذا استحكم فيه الحياء تحصل له الرزانة، أي عدم الانزعاج عن المحركات الشهوانية والغضبية، وعدم التزلزل بالفتن، إذ الحياء عن ربه يمنعه عن أن يؤثر شيئا على رضاه، أو يترك للأمور الدنية خدمة مولاه. والرزانة تصير وسيلة إلى المداومة على الخيرات، والمداومة على الخيرات توجب تأييد الله تعالى لان يكره الشرور، فإذا صار محبا للخير كارها للشر يطيع كل ناصح يدله على الخير الذي يحبه، أو يزجره عن الشر الذي يكرهه وأما ما يتشعب من الحلم فتشعبها منه يظهر بأدنى تأمل.
وبسط القول فيها يوجب الاطناب. والضعة بحسب الدنيا. والخساسة ما كان بسبب الأخلاق الذميمة. والمهل أي تأخير العقوبة وعدم المبادرة بالانتقام.
وأما ما يتشعب من العلم فالغنى. أي غنى النفس وإن كان فقيرا بلا مال، و يحتمل أيضا الغنى بالمال وإن كان قبل العلم فقيرا. والجود أي يجود بالحقائق على الخلق وإن كان بخيلا في المال إما لعدمه أو لبخله، أو المراد أن العلم يصير سببا لجودة بالمال والعلم وغيرهما وإن كان قبل اتصافه بالعلم بخيلا. وتحصل له المهابة، وإن كان بحسب ما يصير بحسب الدنيا سببا لها هينا لعدم شرف دنيوي و حسب ونسب ومال، لكن بالعلم يلقي الله مهابته في قلوب العباد، وإن كان قبل العلم هينا حقيرا، والسلامة من العيوب وإن كان في بدنه سقيما، أو العلم يصير سببا لشفاءه عن الأسقام الجسمانية والروحانية. والقرب من الله وإن كان قصيا أي بعيدا عن كرام
(١٢٤)
التالي
الاولى ١
٠ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب 1
2 خطبة الكتاب 3
3 مقدمة المؤلف 4
4 مصادر الكتاب 8
5 توثيق المصادر 28
6 رموز الكتاب 48
7 تلخيص الأسانيد 50
8 المفردات المشتركة 59
9 بعض المطالب المذكورة في مفتتح المصادر 64
10 فهرست الكتب 81
11 * (كتاب العقل والعلم والجهل) * باب 1 فضل العقل وذم الجهل، وفيه 53 حديثا. 83
12 باب 2 حقيقة العقل وكيفية وبدء خلقه، وفيه 14 حديثا. 98
13 بيان ماهية العقل. 101
14 باب 3 احتجاج الله تعالى على الناس بالعقل وأنه يحاسبهم على قدر عقولهم، وفيه خمسة أحاديث. 107
15 باب 4 علامات العقل وجنوده، وفيه 52 حديثا. 108
16 باب 5 النوادر، وفيه حديثان. 163
17 * (كتاب العلم) * باب 1 فرض العلم، ووجوب طلبه، والحث عليه، وثواب العالم والمتعلم، وفيه 112 حديثا. 164
18 باب 2 أصناف الناس في العلم وفضل حب العلماء، وفيه 20 حديثا 188
19 باب 3 سؤال العالم وتذاكره وإتيان بابه، وفيه سبعة أحاديث. 198
20 باب 4 مذاكرة العلم، ومجالسة العلماء، والحضور في مجالس العلم، وذم مخالطة الجهال، وفيه 38 حديثا. 200
21 باب 5 العمل بغير علم، وفيه 12 حديثا. 208
22 باب 6 العلوم التي أمر الناس بتحصيلها وينفعهم، وفيه تفسير الحكمة، وفيه 62 حديثا. 211
23 باب 7 آداب طلب العلم وأحكامه، وفيه 19 حديثا. 223