حلية الأبرار - السيد هاشم البحراني - ج ١ - الصفحة ٦٠
السابق
ثم قال بعضهم لبعض: تعالوا نحتال (1) فنقتله، فإن الله يمحو ما يشاء ويثبت لعلنا نصادفه ممن يمحو، فهموا بذلك، ثم قال بعضهم لبعض: لا تعجلوا حتى نمتحنه ونجربه بأفعاله، فإن الحلية قد توافق الحلية، والصورة قد تشاكل الصورة، وإنما وجدناه في كتبنا أن محمدا صلى الله عليه وآله يجنبه ربه من الحرام، والشبهات، فصادفوه وألقوه وادعوه إلى دعوة وقدموا إليه الحرام والشبهة، فإن انبسط فيهما أو في أحدهما فأكله، فاعلموا أنه غير من تظنون، وإنما الحلية وافقت الحلية، والصورة قد ساوت الصورة، وإن لم يكن الامر كذلك ولم يأكل منهما، فاعلموا أنه هو، فاحتالوا له في تطهير الأرض منه لتسلم لليهود دولتهم.
فجاؤوا إلى أبي طالب عليه السلام فصادفوه ودعوه إلى دعوة لهم فلما حضر رسول الله صلى الله عليه وآله قدموا إليه وإلى أبي طالب والملا من قريش دجاجة مسمنة كانوا قد وقذوها (2) وشووها، فجعل أبو طالب عليه السلام وساير قريش يأكلون منها، ورسول الله صلى الله عليه وآله يمد يده نحوها فيعدل بها يمنة ويسرة، ثم أماما، ثم خلفا، ثم فوقا، ثم تحتا، لا تصيبها يده فقالوا مالك لا تأكل منها؟
فقال: يا معاشر اليهود قد جهدت أن أتناول منها، وهذه يدي يعدل بها عنها وما أراها إلا حراما يصونني ربي عنها، فقالوا: ما هي إلا حلال فدعنا نلقمك منها.
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: فافعلوا إن قدرتم فذهبوا ليأخذوا منها ويطعموه فكانت أيديهم يعدل بها عنها إلى الجهات، كما كانت يد رسول الله صلى الله عليه وآله تعدل عنها.
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله فهذه قد منعت منها، فأتوني بغيرها إن كانت لكم، فجاؤوه بدجاجة أخرى، مسمنة، مشوية قد أخذوها لجار لهم

(1) في بعض النسخ: نحتل (حتى يكون مجزوما، فإنه جواب اسم فعل الامر).
(2) وقذوها: ضربوها ضربا شديدا حتى ماتت.
(٦٠)
التالي
الاولى ١
٠ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة المؤلف 27
2 المنهج الأول في رسول الله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله 33
3 الباب الأول: في شأن رسول الله صلى الله عليه وآله وأهل بيته عليهم السلام في أول الأمر 34
4 الباب الثاني: في مولده الشريف صلى الله عليه وآله 45
5 الباب الثالث: توحيده الله تعالى عند ولادته وتيقظه للإيمان بالله سبحانه و تعالى في صغره 54
6 الباب الرابع: في معرفة أهل الكتاب له في وقت ولادته أنه صلى الله عليه وآله النبي المبعوث خاتم النبيين 58
7 الباب الخامس: في معرفة أهل الكتاب له بالنعت له في كتبهم وما ظهر لهم من دلائل النبوة 63
8 الباب السادس: في دفاع الله سبحانه وتعالى عنه الكفار من أهل الكتاب قبل البعثة لما علموا بنعته صلى الله عليه وآله 80
9 الباب السابع: في بعثته صلى الله عليه وآله 86
10 الباب الثامن: في ثقل الوحي وما كان يأخذ رسول الله صلى الله عليه وآله من الإغماء إذا كان بغير واسطة جبرئيل 97
11 الباب التاسع: كيفية تبليغه صلى الله عليه وآله كافة 99
12 الباب العاشر: في إظهاره صلى الله عليه وآله الدعوة إلى الله تعالى و نزول الشعب 100
13 الباب الحادي عشر: في نزول الشعب وحماية أبي طالب وما يدل على إيمانه من طريق العامة 114
14 الباب الثاني عشر: في أذى المشركين له 126
15 الباب الثالث عشر: في قوله تعالى " إنا كفيناك المستهزئين " وهلاك الفراعنة 140
16 الباب الرابع عشر: فيما عمله صلى الله عليه وآله بعد موت عمه أبي طالب عليه السلام قبل الهجرة 147
17 الباب الخامس عشر: في الهجرة إلى المدينة 150
18 الباب السادس عشر: وهو من الباب السابق 171
19 الباب السابع عشر: في صفته صلى الله عليه وآله 179
20 الباب الثامن عشر: صفته في الإنجيل 182
21 الباب التاسع عشر: في صفته صلى الله عليه وآله ومدخله ومخرجه ومسكنه صلى الله عليه وآله 185
22 الباب العشرون: في مجلسه في العلم وتسويته بين أصحابه في اللحظات وغير ذلك وتقديم السابق 193
23 الباب الحادي والعشرون: في تواضعه لأهل بيته علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام 197
24 الباب الثاني والعشرون: في تواضعه صلى الله عليه وآله وحسن خلقه 210
25 الباب الثالث والعشرون: في زهده صلى الله عليه وآله 220
26 الباب الرابع والعشرون: في زهده في المطعم والملبس 229
27 الباب الخامس والعشرون: وهو من الباب الأول 241
28 الباب السادس والعشرون: في عيشه صلى الله عليه وآله من طريق المخالفين 247
29 الباب السابع والعشرون: في اجتهاده صلى الله عليه وآله في العبادة 255
30 الباب الثامن والعشرون: اجتهاده في العبادة من طريق المخالفين 263
31 الباب التاسع والعشرون: في كيفية صلاته صلى الله عليه وآله صلاة الليل 265
32 الباب الثلاثون: كيفية صلاته صلى الله عليه وآله صلاة الليل من طريق المخالفين 268
33 الباب الحادي والثلاثون: في خشوعه وخوفه صلى الله عليه وآله من الله سبحانه وتعالى 273
34 الباب الثاني والثلاثون: في استغفاره وتوبته صلى الله عليه وآله من غير ذنب 278
35 الباب الثالث والثلاثون: في ما يقوله صلى الله عليه وآله من التحميد إذا أصبح و أمسى 281
36 الباب الرابع والثلاثون: في ما يقوله إذا ورد ما يسره، وما يغمه، وعند دخوله المسجد، وخروجه وإذا أصبح وعند النوم وعند الانتباه وعند رؤية هلال شهر رمضان وعند إفطاره وعند الأكل وإذا أكل عند أحد وعند شرب الماء وعند الفاكهة الجديدة وعند ركوب الدابة 284
37 الباب الخامس والثلاثون: في صيامه صلى الله عليه وآله 291
38 الباب السادس والثلاثون: في جوده صلى الله عليه وآله 293
39 الباب السابع والثلاثون: جوده من طريق المخالفين 301
40 الباب الثامن والثلاثون: أنه صلى الله عليه و آله أشجع الناس من طريق الخاصة والعامة 304
41 الباب التاسع والثلاثون: في عفوه صلى الله عليه وآله 307
42 الباب الأربعون: عفوه صلى الله عليه وآله من طريق المخالفين 310
43 الباب الحادي والأربعون: في حسن خلقه وضحكه من طريق الخاصة والعامة 314
44 الباب الثاني و الأربعون: في تعظيم الناس له صلى الله عليه وآله في الجاهلية والاسلام من طريق الخاصة والعامة 317
45 الباب الثالث والأربعون: في حيائه وكفه عن المجازات من طريق الخاصة والعامة 322
46 الباب الرابع والأربعون: في نصيحته وشفقته من طريق الخاصة والعامة 325
47 الباب الخامس والأربعون: في أنه كان يعمل بيده صلى الله عليه وآله 328
48 الباب السادس والأربعون: في جلوسه صلى الله عليه وآله 332
49 الباب السابع والأربعون: في سجداته صلى الله عليه وآله الخمس للشكر 334
50 الباب الثامن والأربعون: في صبره صلى الله عليه وآله 338
51 الباب التاسع والأربعون: في صبره صلى الله عليه وآله من طريق المخالفين 343
52 الباب الخمسون: في استعماله الطيب 350
53 الباب الحادي والخمسون: في استعماله الخضاب 354
54 الباب الثاني والخمسون: في استعماله الكحل 357
55 الباب الثالث والخمسون: في استعماله السدر والنورة 359
56 الباب الرابع والخمسون: في استعماله السواك والخلال 360
57 الباب الخامس والخمسون: في استعماله الحجامة 363
58 الباب السادس والخمسون: في المفردات 367
59 الباب السابع والخمسون: في أنه صلى الله عليه وآله أولم عند التزويج 380
60 الباب الثامن والخمسون: في حبه النساء، وأكله اللحم والعسل، واستعماله الطيب 381
61 الباب التاسع والخمسون: أنه صلى الله عليه وآله يحب من اللحم الذراع 384
62 الباب الستون: في أكله صلى الله عليه وآله مع الضيف 386
63 الباب الحادي والستون: في أكله صلى الله عليه وآله الهريسة 388
64 الباب الثاني والستون: فيما أكله رسول الله صلى الله عليه وآله من الفواكه والرمان وغيره 391
65 الباب الثالث والستون: في أنه كان يعجبه القرع 394
66 الباب الرابع والستون: كان صلى الله عليه وآله يعجبه العسل 395
67 الباب الخامس والستون: في أكله الخل والزيت 396
68 الباب السادس والستون: في اجتنابه صلى الله عليه وآله الطعام الحار 398
69 الباب السابع والستون: في المفردات 400
70 الباب الثامن والستون: في قلانسه 402
71 الباب التاسع والستون: في خواتيمه وحلية سيفه ودرعه 403
72 الباب السبعون: في المعراج بالإسناد الحسن والصحيح من طريق الخاصة والعامة وهو من أكرم الكرامات 407