محاسبة النفس - الشيخ إبراهيم الكفعمي - الصفحة ٩٣
السابق
لا بعشيرته، وذو الهمة العالية، لا يغتر بالرمة البالية، وأكرم الناس حملا وفصالا أشرفهم خصالا، وأطيبهم طينا، وأخلصهم دينا، وهل يضر النضار كونه من صلب الصخور؟ وهل يصلح التمساح نشؤه في حجور البحور؟ وأبو البغلة الهملاج (1) حمار بليد، وأصل السلسل الرجراج صخرة جليد، ولو نجى بعلو النسب ذو روح، لعصم ابن نوح بنوح.
يا نفس:
كم لله من عبد لا يعرف ربا سواه، ولا يتخذ إلهه هواه، وجهه وضي، وفعله رضي (2)، وقلبه سماوي، وجسمه أرضي، في الوجد سكران ملطخ، وفي الخوف عصفور نصب له فخ (3)، لا يذوق في العشق نومة نائم، ولا يخاف لومة لائم (4)، لا يسترزق لئام الناس، ويقنع بالخبز اليباس، إذا أثرى جعل موجوده معدوما، وإن أقوى حسب قفاره (5) مأدوما، ثوب بال، وجوف خال، ومجد عال، يرى ربوة الحق فيرتقيها، ويرمق هوة الباطل فيتقيها، لا يدعوه القوم (6) إلى أكل الجيف، ولا يبلغه النهم (7) إلى حد السرف، يأكل ليقوى على الاجتهاد وينام ليصبر على السهاد (8)، ينظر إلى طعامه من أين حصل، وكيف وصل،

(١) بالكسر وسكون الميم: ما يمشي الهملجة، وهو في شبيه الهرولة. مجمع البحرين ٢: ٣٣٧ هملج.
(٢) في أ: مرضي.
(٣) الفخ: المصيدة التي يصاد بها. اللسان ٣: ٤١ فخخ.
(٤) في أ: يخاف في الصدق لومة لائم.
(٥) القفار بالفتح: الخبز بلا أدم، يقال: أكل خبزه قفارا. مجمع البحرين ٣: ٤٦٣ قفر.
(6) القرم بالتحريك: شدة شهوة اللحم حتى لا يصبر عنه. مجمع البحرين 6: 137 قرم.
(7) النهامة: إفراط الشهوة في الطعام وأن لا تمتلئ عين الآكل ولا تشبع. اللسان 12: 593 نهم.
(8) أي الأرق. اللسان 3: 224 سهد.
(٩٣)
التالي
الاولى ١
١٩٩ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الإهداء 1
2 مقدمة المؤلف 4
3 ترجمة المؤلف 15
4 اسمه ونسبه 15
5 مشايخه 15
6 أقوال العلماء في حقه 16
7 مولده ووفاته 18
8 آثاره 21
9 حول الكتاب 26
10 اسم الكتاب 26
11 عملنا في الكتاب 27
12 مقدمة المؤلف 30
13 الحث على المحاسبة 31
14 النهي عن تضييع العمر 32
15 النهي عن المعصية 34
16 النهي عن الفرح بالنعيم الزائل 36
17 التصديق بيوم القيامة 39
18 المبادرة إلى صالح الأعمال 42
19 مغالبة الشهوة 42
20 الحث على التفرد 45
21 النهي عن الركون إلى الدنيا 46
22 الاستعداد ليوم القيامة 52
23 النهي عن طول الأمل 53
24 الاعتبار بمصارع الأموات 53
25 النهي عن الركون إلى المال 54
26 الحث على تقوى الله 55
27 بعض مساوئ الدنيا 56
28 موعظة أمير المؤمنين (ع) 60
29 النهي عن حب الرئاسة 63
30 الزهد في الدنيا 64
31 النهي عن طلب الجمع بين الدنيا والآخرة 65
32 الحث على لزوم مكارم الأخلاق 66
33 كيفية تقوى الله 69
34 نتائج مكارم الأخلاق ومساوئها 71
35 النهي عن مصاحبة الأشرار 76
36 نتائج الأعمال الحسنة والسيئة 79
37 النهي عن صحبة الدنيا بحال 85
38 النهي عن الفخر بالحسب 87
39 وصف عبد صالح 88
40 بيان مرض القلوب 91
41 تحذير وعبر لترك الدنيا 96
42 توبيخ النفس لارتكابها الأعمال السيئة 99
43 الاستعداد للآخرة 103
44 النهي عن الرياء 106
45 العمل الصالح يمهد في الجنة لصاحبه 107
46 وصف الجنان 110
47 فضل الفقير على الغني يوم القيامة 112
48 النهي عن جمود العين 114
49 وصف جهنم 115
50 تحذير النفس بالآيات القرآنية 116
51 التفكر في الموت وما بعده 121
52 وصف الجنة 124
53 وصف الأموات بعد الدفن 128
54 الاستيقاظ من الغفلة 129
55 الحث على المحاسبة 130
56 الاعتبار بالجنازة والقبر 133
57 نداء القبر 135
58 الحث على طلاق الدنيا 146
59 ما أوحاه الله إلى الدنيا 147
60 توطين النفس على ألم العبادة 148
61 مجاهدة النفس على أربع اقسام 150
62 النهي عن العجب 155
63 الحث على الذكر والحمد والشكر 157
64 الحث على الاستغفار 157
65 النهي عن الغيبة 159
66 وجوب اقتران العلم بالعمل 160
67 الحذر من اللسان 165
68 الحث على لزوم العزلة 166
69 الحث على الدعاء 180
70 الحث على الاستغاثة والصراخ 181
71 مناجاة أمير المؤمنين (ع) 181
72 المراحل التي تبعد عن الهوى 183
73 مناجاة للمؤلف تختم الكتاب 184