وسائل الشيعة (آل البيت) - الحر العاملي - ج ٣٠ - الصفحة ٢٨٣
السابق
في الأحاديث المضمرة:
قال الشيخ حسن في (المنتقى) - ونعم ما قال -: يتفق في بعض الأحاديث عدم التصريح باسم الإمام الذي يروي الحديث عنه، بل يشار إليه بالضمير.
وظن جمع من الأصحاب أن مثله قطع ينافي الصحة.
وليس ذلك - على إطلاقه - بصحيح، لأن القرائن في تلك المواضع تشهد بعود الضمير إلى المعصوم بنحو من التوجيه الذي ذكرناه في إطلاق الأسماء، وحاصله: أن كثيرا من قدماء رواة حديثنا، ومصنفي كتبه كانوا يروون عن الأئمة، مشافهة، ويوردون ما يروونه في كتبهم جملة - وإن كانت الأحكام التي في الروايات مختلفة - فيقول في أول الكتاب: (سألت فلانا) ويسمى الإمام الذي يروي عنه، ثم يكتفي في الباقي بالضمير. فيقول: (وسألته)، أو نحو هذا، إلى أن تنتهي الأخبار التي رواها عنه.
ولا ريب أن رعاية البلاغة تقتضي ذلك، فان إعادة الاسم الظاهر، في جميع تلك المواضع تنافيها في الغالب قطعا.
(٢٨٣)
التالي
الاولى ١
٥٤٣ الاخيرة
الفهرست