الحاشية على أصول الكافي - رفيع الدين محمد بن حيدر النائيني - الصفحة ١٤٠
السابق

____________________
هناك، وذلك لعدم استقرارها وتمكنها في القلب، فالمعرفة المتعلقة بالمبدأ وصفاته والرسالة والوصاية متى فارقها الإقرار باللسان وما في حكمه لا يعتد بها، ولا تكون إيمانا، وكذا المعرفة المتعلقة بعمل، إن كان من المتيقن ثبوته من الشريعة، كالضروريات الدينية، إن فارقها الإقرار لا يعتد بها، ولم يكن (1) تلك المعرفة من الإيمان، ولذا يحكم بكفر منكر ضروري الدين وإن كان عارفا به.
وأما الظنيات من الفروع فالاعتقاد بها ومعرفتها الظنية ليست من الإيمان، إنما المعتبر في الإيمان الاعتقاد والتصديق بجميع ما جاء به النبي (صلى الله عليه وآله) عموما بهذا العنوان وخصوصا في المتيقن ثبوته شرعا كالضروريات عند ملاحظتها، فإنكارها وإن لم يخرج من الإيمان، لكن هذه المعرفة الظنية فائدتها الإقرار والعمل، فبعدمهما يكون وجودها كعدمها، فلا تكون مقبولة ولا معدودة في المعرفة، بل وجودها أسوأ من عدمها؛ لغلبة شرية النفاق والخلاف بين الباطن والظاهر، أو القول والفعل، وتكذيب كل منهما الآخر على خيريتها.
وقوله: (فمن عرف دلته المعرفة على العمل، ومن لم يعمل فلا معرفة له) تفصيل وتبيين لما ذكر قبله إجمالا، والمراد أن المعرفة من شأنها الدلالة والإيصال إلى العمل، والعمل من آثارها المترتبة عليها؛ ومن لم يترتب أثر المعرفة على ما فيه ويظنه معرفة، فإما لعدم كونه معرفة في ذاته، أو لعدم كونه معرفة له، أي ثابتة مؤكدة الثبوت له، ظاهرة فيه، غالبة على أضدادها، فالحالة الحاصلة في الشخص - من اجتماع ما للقلب والقوة العقلية، وما للقوى الخيالية والوهمية، وما للقوى الشهوانية والغضبية - لا كمالية ولا معدودة معرفة، كالمركب من المسك والقاذورات لا يشم منه إلا المركب من كيفيتهما وهو النتن، لا الطيب، فلا يقال لرائحة المسلك المخلوطة بنتن القاذورات والجيف عند الاختلاط والاضمحلال في كيفيتها: عرفا وريحا طيبا، ولا يكون مستعمل المسك على هذا النحو مستعملا

1. في " خ ": " لم تكن ".
(١٤٠)
التالي
الاولى ١
٦٦٦ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة التحقيق 7
2 الفصل الأول: في حياة المصنف 7
3 الميرزا رفيعا 7
4 نسبه 7
5 أولاده وأحفاده 8
6 الميرزا رفيعا في آراء الآخرين 9
7 أساتذته 11
8 تلاميذه 12
9 آفاق تبحره 13
10 آثاره 14
11 وفاته 16
12 الفصل الثاني: الحاشية على أصول الكافي (الكتاب الذي بين يديك) 18
13 خاتمة: عملنا في الكتاب 22
14 الحاشية على أصول الكافي 26
15 مقدمة المصنف 27
16 خطبة الكتاب 28
17 كتاب العقل والجهل 38
18 كتاب فضل العلم 88
19 باب صفة العلم وفضله 92
20 باب أصناف الناس 99
21 باب ثواب العالم والمتعلم 102
22 باب صفة العلماء 108
23 باب حق العالم 114
24 باب فقد العلماء 116
25 باب مجالسة العلماء 119
26 باب سؤال العالم 121
27 باب بذل العلم 126
28 باب النهي عن القول بغير علم 128
29 باب من عمل بغير علم 135
30 باب استعمال العلم 138
31 باب المستأكل بعلمه 148
32 باب لزوم الحجة على العالم 154
33 باب النوادر 156
34 باب رواية الكتب والحديث 177
35 باب التقليد 185
36 باب البدع والرأي والمقاييس 188
37 باب الرد إلى الكتاب والسنة 204
38 باب اختلاف الحديث 210
39 باب الأخذ بالسنة وشواهد الكتاب 227
40 كتاب التوحيد 234
41 باب حدوث العالم 234
42 باب إطلاق القول بأنه شيء 268
43 باب أنه لا يعرف إلا به 278
44 باب أدنى المعرفة 283
45 باب المعبود 286
46 باب الكون والمكان 289
47 باب النسبة 303
48 باب النهي عن الكلام في الكيفية 312
49 باب في إبطال الرؤية 318
50 باب النهي عن الصفة بغير ما وصف به نفسه تعالى 336
51 باب النهي عن الجسم والصورة 346
52 باب صفات الذات 354
53 باب آخر وهو من الباب الأول إلا أن فيه زيادة 361
54 باب الإرادة أنها من صفات الفعل 364
55 جملة القول في صفات الذات 369
56 باب حدوث الأسماء 373
57 باب معاني الأسماء واشتقاقها 382
58 باب آخر وهو من الباب الأول إلا أن فيه زيادة 397
59 باب تأويل الصمد 411
60 باب الحركة والانتقال 414
61 قوله تعالى: " الرحمن على العرش استوى " 419
62 قوله تعالى: " وهو الذي في السماء إله " 421
63 باب العرش والكرسي 422
64 باب الروح 431
65 باب جوامع التوحيد 433
66 باب النوادر 464
67 باب البداء 472
68 باب في أنه لا يكون شيء في السماء... 480
69 باب المشية والإرادة 482
70 باب الابتلاء والاختبار 487
71 باب السعادة والشقاوة 487
72 باب الخير والشر 490
73 باب الجبر والقدر 491
74 باب الاستطاعة 505
75 باب البيان والتعريف 509
76 باب اختلاف الحجة على عباده 511
77 باب حجج الله على خلقه 512
78 باب الهداية أنها من الله 515
79 كتاب الحجة 520
80 باب الاضطرار إلى الحجة 520
81 باب طبقات الأنبياء والرسل 536
82 باب الفرق بين الرسول والنبي 539
83 باب أن الحجة لا تقوم لله على خلقه إلا بإمام 541
84 باب أن الأرض لا تخلو من حجة 543
85 باب أنه لو لم يبق في الأرض إلا رجلان 545
86 باب معرفة الإمام 546
87 باب فرض طاعة الأئمة 561
88 باب في أن الأئمة شهداء الله على خلقه 569
89 باب أن الأئمة هم الهداة 570
90 باب أن الأئمة ولاة أمر الله 573
91 باب أن الأئمة خلفاء الله 576
92 باب أن الأئمة نور الله 577
93 باب أن الأئمة هم أركان الأرض 582
94 باب نادر جامع في فضل الإمام 587
95 باب أن الأئمة ولاة الأمر 602
96 باب أن الأئمة هم العلامات 604
97 باب أن الآيات التي ذكرها الله هم الأئمة 605
98 باب ما فرض الله ورسوله من الكون مع الأئمة 607
99 باب أن أهل الذكر الذين أمر الله... 615
100 باب أن من وصفه الله في كتابه بالعلم هم الأئمة 622
101 باب أن الراسخين في العلم هم الأئمة 624
102 باب أن الأئمة قد أوتوا العلم 625
103 باب أن من اصطفاه الله من عباده 626
104 باب أن الأئمة في كتاب الله إمامان 629
105 باب أن القرآن يهدي للإمام 630
106 باب أن النعمة التي ذكرها الله في كتابه الأئمة 631
107 باب أن المتوسمين الذين ذكرهم الله... 633
108 الفهارس العامة 635
109 فهرس الآيات القرآنية 636
110 فهرس الأحاديث 645
111 فهرس الأعلام 647
112 فهرس الكتب الواردة في المتن 650
113 فهرس المذاهب والقبائل والفرق 651
114 فهرس اختلاف النسخ 653
115 فهرس مصادر التحقيق 656