شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١٢ - الصفحة ٩٢
السابق
وتعالى مما أعد الله له يوم القيامة فيختار التواضع لربه عز وجل وما سئل شيئا قط فيقول: لا، إن كان أعطى، وإن لم يكن قال: يكون، وما أعطى على الله شيئا قط إلا سلم ذلك إليه حتى أن كان ليعطي الرجل الجنة فيسلم الله ذلك له، ثم تناولني بيده وقال: وإن كان صاحبكم ليجلس جلسة العبد ويأكل أكلة العبد ويطعم الناس خبز البر واللحم ويرجع إلى أهله فيأكل الخبز والزيت وإن كان ليشتري القميص السنبلاني ثم يخير غلامه خيرهما، ثم يلبس الباقي فإذا جاز أصابعه قطعة وإذا أجاز كعبه حذفه.
وما ورد عليه أمران قط كلاهما لله رضى إلا أخذ بأشدهما على بدنه ولقد ولي الناس خمس سنين فما وضع آجرة على آجرة ولا لبنة على لبنة ولا أقطع قطيعة ولا أورث بيضاء ولا حمراء إلا سبعمائة درهم فضلت من عطاياه أراد أن يبتاع لأهله بها خادما وما أطاق أحد عمله وإن كان علي بن الحسين (عليهما السلام) لينظر في الكتاب من كتب علي (عليه السلام) فيضرب به الأرض ويقول: من يطيق هذا؟
* الشرح:
(لا والله ما رأته عين وهو يأكل وهو متكئ) فعله (عليه السلام) مع أنه (صلى الله عليه وآله) لم يفعله لبيان الجواز (فقال لا والله ما شبع من خبز البر ثلاثة أيام متوالية) هذا متفق عليه بين الأمة، روى مسلم بإسناده أنه «ما شبع رسول الله (قدس سرهما) ثلاثة أيام تباعا من خبر بر حتى مضى لسبيله» وفيه دلالة على أنه شبع من خبز البر دون ثلاثة، ويؤيده ما سيجيء من قوله (صلى الله عليه وآله) «أشبع يوما وأجوع يوما» وبالجملة أمثال هذه الأحاديث دلت على أنه (صلى الله عليه وآله) لم يكن يديم الشبع والترفه بل كان يأكل الخشن ويقتصر من الأكل على ما يقيم الرمق معرضا عن متاع الدنيا مؤثرا ما ينبغي على ما يفني مع إقبال الدنيا عليه ووفورها لديه، وإنما لم يشبع لئلا يشبع هو ويجوع أحد من المسلمين، ولأن في كثرة الأكل مفاسد روحانية وعللا جسمانية، وليست القوة على العبادة والشجاعة من كثرة الأكل كما زعمه بعض الناس وسمعته من بعض عباد البطن وإنما القوة عليهما قوة إلهية وقدرة روحانية، والحكم بأن القوة من كثرة الغذاء من أحكام الوهم، والعقل الخالص يحكم بأن الله تعالى إذا أراد أن يلبس أحدا حلة القوة من غير أن يأكل غذاء أرباب الترفه يلبسها ولا مانع عنه، ألا ترى أن النبي (صلى الله عليه وآله) وأمير المؤمنين (عليه السلام) مع كمال اتصافهما بقلة الأكل ونهاية الرياضة كانا أشجع الناس وأعبدهم وقد أشار أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى هذا بقوله «وكأني بقائلكم يقول إذا كان هذا قوت ابن أبي طالب فقد قعد به الضعف عن قتال الأقران ومنازلة الشجعان» ثم شبه نفسه الزكية بالشجرة البرية في أنها أشد قوة من الحضرية مع أنه لا شراب لها مثل الحضرية فقال «ألا وأن الشجرة البرية أصلب عودا، والروائع الخضرة أرق جلودا والنباتات العذية أقوى وقودا وأبطأ خمودا» فقد أشار (عليه السلام) إلى أن
(٩٢)
التالي
الاولى ١
٥٩٥ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حديث الرياح 3
2 حديث أهل الشام 9
3 حديث الجنان والنوق 17
4 حديث أبي بصير مع المرأة 27
5 [في حب الأئمة] 39
6 حديث آدم (عليه السلام) مع الشجرة 52
7 حديث نصراني الشام مع الباقر (عليه السلام) 71
8 حديث أبي الحسن موسى (عليه السلام) 73
9 حديث نادر 83
10 «حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله)» 91
11 حديث عيسى ابن مريم (عليهما السلام) 96
12 حديث إبليس 139
13 حديث محاسبة النفس 141
14 حديث من ولد في الاسلام 155
15 حديث زينب العطارة 167
16 حديث الذي أضاف رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالطائف 171
17 حديث الناس يوم القيامة 180
18 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 204
19 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 214
20 حديث قوم صالح (عليه السلام) 242
21 حديث الصيحة 278
22 حديث يأجوج ومأجوج 292
23 حديث القباب 310
24 حديث نوح (عليه السلام) يوم القيامة 371
25 حديث أبي ذر رضى الله عنه 416
26 حديث الفقهاء والعلماء 432
27 حديث الذي أحياه عيسى (عليه السلام) 478
28 حديث إسلام علي (عليه السلام) 480
29 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 500
30 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 516
31 حديث العابد 554
32 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 556