شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١٢ - الصفحة ٨٠
السابق
إذا أخذوا الزكاة منا هل يجب علينا إخراجها مرة أخرى فأجاب (عليه السلام) بأنهم إذا أخذوا الزكاة منكم وإن لم يكونوا أهلها ولم يعطوا أهلها لا يجب عليكم أن تزكوا مرة أخرى، وقد دل عليه بعض الأخبار أيضا، وقال بعض المعاصرين سأل هل يجوز لنا صرف الزكاة فيهم وإعطاؤهم إياها فأجاب (عليه السلام): بأنه لا يجوز ذلك ولا يجوز إعطاؤها غير أهل الولاية.
(وسألت عن الضعفاء فالضعيف من لم ترفع إليه حجة ولم يعرف الاختلاف فإذا عرف الاختلاف فليس بضعيف) كأنه سأل عن المستضعفين المذكورين في سورة النساء (إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا) فأجاب (عليه السلام) بأن المستضعف من لم يعرف الإمام ولم ينكره إذا لم ترفع إليه حجة دالة على حقية الإمام ولم يعرف إختلاف الناس، فيه وأما من دفعت إليه حجة أو عرف اختلاف الناس فليس بمستضعف لأنه مكلف بالإيمان وطلب الحق فلا يكون معذورا ومن هاهنا يعلم أنه ليس اليوم مستضعف لشيوع الحق والاختلاف، فمن قبله فهو مؤمن، ومن رده فهو كافر، كما مر في باب المستضعف من الأصول.
(وسألت عن الشهادات لهم فأقم الشهادة لله عز وجل...) كما قال الله عز وجل (ولا يأب الشهداء إذا ما دعوا) (ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه والله بما تعملون عليم) وهو بعمومه شامل لما نحن فيه.
(فإن خفت على أخيك ضيما فلا) أي فإن خفت على أخيك ظلما فلا تقم عليه الشهادة وذلك إذا علمت أنه لا يقدر على أداء الدين وعلمت أنك إذا شهدت عليه به يؤخذ أو يحبس ظلما فيجوز لك ترك الشهادة عليه إلى ميسرة، وكذا إن خفت على نفسك ضررا غير مستحق كما صرحوا به (وادع إلى شرائط الله عز ذكره بمعرفتنا من رجوت إجابته) الشرط والشريطة بمعنى، ويجمع الأول على الشروط، والثاني على الشرائط، ولعل المراد بشرائط الله ما شرط عليهم الإتيان به ولهم بالثواب عليه من النواميس الإلهية والشرايع النبوية، والباء في قوله بمعرفتنا للسببية أو صلة للدعاء أي ادع بمعرفتنا إلى شرائط الله، وفيه تنبيه على أنه لا يمكن الوصول إلى تلك الشرايط بدون معرفتهم، وفي بعض النسخ «إلى صراط الله».
(ولا تحضر حضن زنا) الحضور معروف وقد يأتي بمعنى النزول والسكون ومنه الحاضر وهو من نزل على ماء يقيم به ولا يرحل عنه، والحضن بكسر الحاء المهملة وسكون الضاد المعجمة:
الجانب والناحية، وإضافته إلى زنا لكثرة وقوعه فيه، وإنما نهى عن حضور ناحيتهم وسكونه فيها لأنه يستلزم مشاهدة منكراتهم الثقيلة على المؤمن وميل الطبع إلى طباعهم الشريرة وهي أثقل وأشد عليه، وفي بعض النسخ «ولا تحصن بحصن رياء» الحصن بكسر الحاء وسكون الصاد المهملتين، والرياء معروفان، وتحصن فلان إذا دخل في حصن، والمعنى قريب مما ذكر، هذا الذي ذكرنا من باب الاحتمال والله أعلم بحقيقة الحال.
(ووال آل محمد صلى الله عليه وآله) لا بد في تحقق موالاتهم من التبرأ من أعدائهم.
(٨٠)
التالي
الاولى ١
٥٩٥ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حديث الرياح 3
2 حديث أهل الشام 9
3 حديث الجنان والنوق 17
4 حديث أبي بصير مع المرأة 27
5 [في حب الأئمة] 39
6 حديث آدم (عليه السلام) مع الشجرة 52
7 حديث نصراني الشام مع الباقر (عليه السلام) 71
8 حديث أبي الحسن موسى (عليه السلام) 73
9 حديث نادر 83
10 «حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله)» 91
11 حديث عيسى ابن مريم (عليهما السلام) 96
12 حديث إبليس 139
13 حديث محاسبة النفس 141
14 حديث من ولد في الاسلام 155
15 حديث زينب العطارة 167
16 حديث الذي أضاف رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالطائف 171
17 حديث الناس يوم القيامة 180
18 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 204
19 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 214
20 حديث قوم صالح (عليه السلام) 242
21 حديث الصيحة 278
22 حديث يأجوج ومأجوج 292
23 حديث القباب 310
24 حديث نوح (عليه السلام) يوم القيامة 371
25 حديث أبي ذر رضى الله عنه 416
26 حديث الفقهاء والعلماء 432
27 حديث الذي أحياه عيسى (عليه السلام) 478
28 حديث إسلام علي (عليه السلام) 480
29 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 500
30 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 516
31 حديث العابد 554
32 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 556