شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١٢ - الصفحة ٦
السابق
العذاب المقدر عليهم رحمة فصرفه عنهم وقد أنزله عليهم وغشيهم وذلك لما آمنوا به وتضرعوا إليه. قال: وأما الريح العقيم فإنها ريح عذاب لا تلقح شيئا من الأرحام ولا شيئا من النبات وهي ريح تخرج من تحت الأرضين السبع وما خرجت منها ريح قط إلا على قوم عاد حين غضب الله عليهم فأمر الخزان يخرجوا منها على مقدار سعة الخاتم، قال: فعتت على الخزان فخرج منها على مقدار منخر الثور تغيظا منها على قوم عاد، قال: فضج الخزان إلى الله عز وجل من ذلك فقالوا ربنا إنها قد عتت عن أمرنا إنا نخاف أن تهلك من لم يعصك من خلقك وعمار بلادك، قال، فبعث الله عز وجل إليها جبرئيل (عليه السلام) فاستقبلها بجناحيه فردها إلى موضعها وقال لها: أخرجي على ما أمرت به، قال: فخرجت على ما امر به، وأهلكت قوم عاد ومن كانت بحضرتهم.
* الشرح:
(فإن شاء الله عز وجل أن يجعل العذاب من الرياح رحمة فعل ولن يجعل الرحمة من الريح عذابا) لعل المراد أن من استحق العذاب بسبب خصلة قبيحة ربما يستحق الرحمة بإزالة تلك الخصلة وكسب خصلة حسنة فلا يصل إليه العذاب بخلاف من استحق الرحمة والإحسان بسبب خصلة حسنة فإنه تصل إليه الرحمة وإن زالت عنه تلك الخصلة لأن الله لا يضيع عمل عامل، أو المراد أنه إذا أرسل ريح العذاب يجعله رحمة بزوال سبب العقاب وأما إذا أرسل ريح الرحمة فلا يجعلها عذابا بزوال سبب الرحمة وحدوث سبب العذاب، ومنه يظهر سر سبق رحمته على غضبه. (وذلك أنه لم يرحم قوما قط أطاعوه وكانت طاعتهم إياه وبالا عليهم إلا من بعد تحولهم من طاعته) ذلك إشارة إلى المذكور وهو جعل العذاب رحمة وأطاعوه صفة لقوما والواو في قوله «وكانت» للحال بتقدير «قد»، والوبال الشدة والمصيبة وسوء العاقبة والعمل السئ والطاعة لاعلى وجه مطلوب وبال على صاحبه كطاعة أهل الخلاف، وفيه دلالة على أن هذه الطاعة وإن كانت معصية استحقوا بها العذاب إلا أنهم لو تحولوا عنها أدركتهم الرحمة ولم يعذبهم بها، وإنما ذكر هذه المعصية ليقاس عليها غيرها. (بعد ما قد كان قدر عليهم العذاب وقضاه) أي قضاه قضاء غير محتوم ولم يبلغ حد الإمضاء إذ لا دافع بعده. (فجعل العذاب المقدر عليهم رحمة فصرفه عنهم وقد أنزله عليهم وغشيهم آه) قال بعض المفسرين روي أن يونس (عليه السلام) بعث إلى أهل نينوى وهي - بكسر الأول - قرية بالموصل فكذبوه وأصروا عليه فوعدهم العذاب إلى ثلاث وقيل إلى أربعين فذهب عنهم مغاضبا فلما دنا الوعد غامت السماء غيما أسود ذا دخان شديد فهبط حتى غشى مدينتهم وتسود سطوحهم فهابوا فطلبوا يونس فلم يجدوه فأيقنوا صدقه فلبسوا المسوح وبرزوا إلى الصعيد بأنفسهم ونسائهم وصبيانهم ودوابهم وفرقوا بين النساء والصبيان وبين الدواب وأولادها فحن بعضها إلى بعض وعلت الأصوات والعجيج وأظهروا الإيمان والتوبة وأخلصوا وتضرعوا إلى الله
(٦)
التالي
الاولى ١
٥٩٥ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حديث الرياح 3
2 حديث أهل الشام 9
3 حديث الجنان والنوق 17
4 حديث أبي بصير مع المرأة 27
5 [في حب الأئمة] 39
6 حديث آدم (عليه السلام) مع الشجرة 52
7 حديث نصراني الشام مع الباقر (عليه السلام) 71
8 حديث أبي الحسن موسى (عليه السلام) 73
9 حديث نادر 83
10 «حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله)» 91
11 حديث عيسى ابن مريم (عليهما السلام) 96
12 حديث إبليس 139
13 حديث محاسبة النفس 141
14 حديث من ولد في الاسلام 155
15 حديث زينب العطارة 167
16 حديث الذي أضاف رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالطائف 171
17 حديث الناس يوم القيامة 180
18 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 204
19 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 214
20 حديث قوم صالح (عليه السلام) 242
21 حديث الصيحة 278
22 حديث يأجوج ومأجوج 292
23 حديث القباب 310
24 حديث نوح (عليه السلام) يوم القيامة 371
25 حديث أبي ذر رضى الله عنه 416
26 حديث الفقهاء والعلماء 432
27 حديث الذي أحياه عيسى (عليه السلام) 478
28 حديث إسلام علي (عليه السلام) 480
29 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 500
30 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 516
31 حديث العابد 554
32 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 556