شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١٢ - الصفحة ٥٦٩
السابق
بعض النسخ «حيى» بفك الادغام (وأثبت عند الله عز ذكره به الحسنات) دل على أن الحسنات وهي ما يوجب القرب منه تعالى والثواب عليه انما هي حسنات إذا صدرت مع العلم بها لا ما وقع اتفاقا ولا ما عده الجاهل حسنة (ومحى به السيئات) لأن العلم بأنها سيئات وموجبة للمقت سبب لمحوها وتركها وان أريد بالمحو إزالة الأثر واسقاط الثابت فالعلم بها سبب للتوبة الماحية لها على أن العلم سبب للحسنات والحسنات سبب لمحو السيئات (ان الحسنات يذهبن السيئات) فالعلم سبب لمحو السيئات (وأدرك به رضوانا من الله تبارك وتعالى) الرضوان بالكسر وبضم مصدر رضى الله عنه وعليه ضد سخط وفي الكنز رضوان خشنود شدن والعلم سبب له بلا واسطة وبها ولما حث على الاخذ بعلم القرآن ونهى عن اخذه من الجاهلين المتكلفين امر باخذه عن أهله وهم أهل العصمة (عليهم السلام) فقال (فاطلبوا ذلك) أي علم القرآن (عند أهله خاصة) لا عند غيرهم من هؤلاء المتصفين فإنهم خاصة دون غيرهم (نور يستضاء به) أي بذلك النور واطلاق النور عليهم أما من باب الحقيقة لأنهم في الحقيقة أنوار الهيون وان وقع التشابه بينهم وبين غيرهم في الصورة الظاهرة أو من باب الاستعارة والتشبيه في ظهوره في نفسه والاظهار لغيره وإزالة الحجاب الحسى والعقلي وهما الظلمة والجهل (وأئمة يهتدى بهم) إلى المطالب الدنيوية والأخروية وأحوال المبدء والمعاد (وهم عيش العلم وموت الجهل) الجهل للمبالغة إذ بهم حياة العلم وبقاؤه وزوال الجهل وفناؤ (هم الذين يخبركم حكمهم عن علمهم) الخطاب للعلماء لأنهم يعلمون ان حكمهم لكونه متينا لا يمكن دفعه في مقام المناظرة وبذلك بعلمون اجمالا أن علمهم في غاية الكمال لا يبلغها عقول غيرهم وذلك كما يعلم الفصحاء اعجاز القرآن ولا يقدرون على العلم بتفاصيله والاتيان به.
(وصمتهم عن منطقهم) أي يخبرهم سكوتهم عن اللغو عن نطقهم وادراكهم للحق كما روى أن الصمت من علامات الفقه وأنه باب من أبواب الحكمة» وذلك لأن الفقه والحكمة لا يحصلان إلا بالتفكر والتفكر لا يتم إلا بالصمت، ويحتمل أن يراد بالنطق التكلم بالحق والاخبار باعتبار ان الصامت عن اللغو محترز عن طرف الافراط طلبا للتوسط وهو التكلم بالحق أو عما لا ينفع ويلزمه عادة التعرض لما ينفع أو باعتبار أنه مشتغل بالتفكر والتفكر دليل على الحكمة وهي سبب للتكلم بالحق (وظاهرهم عن باطنهم) إذ استقامة الباطن وتخلقه بالأخلاق الفاضلة والعقايد الصالحة سبب لاستقامة الظاهر فاستقامة الظاهر دليل على استقامة الباطن دلالة الأثر على المؤثر (لا يخالفون الدين) في شيء من الأقوال والاعمال والاحكام بل قولهم وفعلهم وحكمهم موافق لما أنزل الله عز وجل (ولا يختلفون فيه) أي لا يخالفون بعضهم بعضا في شيء من أموره فقول الأول مثلا قول الاخر وبالعكس (فهو بينهم شاهد صادق) هو راجع إلى الدين وعوده إلى القرآن محتمل
(٥٦٩)
التالي
الاولى ١
٥٩٥ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حديث الرياح 3
2 حديث أهل الشام 9
3 حديث الجنان والنوق 17
4 حديث أبي بصير مع المرأة 27
5 [في حب الأئمة] 39
6 حديث آدم (عليه السلام) مع الشجرة 52
7 حديث نصراني الشام مع الباقر (عليه السلام) 71
8 حديث أبي الحسن موسى (عليه السلام) 73
9 حديث نادر 83
10 «حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله)» 91
11 حديث عيسى ابن مريم (عليهما السلام) 96
12 حديث إبليس 139
13 حديث محاسبة النفس 141
14 حديث من ولد في الاسلام 155
15 حديث زينب العطارة 167
16 حديث الذي أضاف رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالطائف 171
17 حديث الناس يوم القيامة 180
18 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 204
19 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 214
20 حديث قوم صالح (عليه السلام) 242
21 حديث الصيحة 278
22 حديث يأجوج ومأجوج 292
23 حديث القباب 310
24 حديث نوح (عليه السلام) يوم القيامة 371
25 حديث أبي ذر رضى الله عنه 416
26 حديث الفقهاء والعلماء 432
27 حديث الذي أحياه عيسى (عليه السلام) 478
28 حديث إسلام علي (عليه السلام) 480
29 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 500
30 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 516
31 حديث العابد 554
32 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 556