شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١٢ - الصفحة ٥٣١
السابق
فجمع له الحطب واستجادوه حتى إذا كان اليوم الذي يحرق فيه برز له نمرود وجنوده وقد بنى له بناء لينظر إليه كيف تأخذه النار ووضع إبراهيم (عليه السلام) في منجنيق، وقالت الأرض: يا رب ليس على ظهري أحد يعبدك غيره يحرق بالنار؟ قال الرب: إن دعاني كفيته. فذكر أبان، عن محمد بن مروان، عمن رواه، عن أبي جعفر (عليه السلام) أن دعاء إبراهيم (عليه السلام) يومئذ كان «يا أحد] يا أحد، يا صمد [يا صمد، يامن لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد» ثم قال: «توكلت على الله» فقال الرب تبارك وتعالى:
كفيت فقال للنار: (كوني بردا) قال: فاضطربت أسنان إبراهيم (عليه السلام) من البرد حتى قال الله عزوجل (وسلاما على إبراهيم) وانحط جبرئيل (عليه السلام) وإذا هو جالس مع إبراهيم (عليه السلام) يحدثه في النار، قال نمرود; من اتخذ إلها فليتخذ مثل إله إبراهيم، قال: فقال عظيم من عظمائهم: اني عزمت على النار أن لا تحرقه،] قال [فأخذ عنق من النار نحوه حتى أحرقه، قال: فآمن له لوط وخرج مهاجرا إلى الشام هو وسارة ولوط.
* الشرح:
قوله: (قال: خالف إبراهيم (عليه السلام) قومه وعاب آلهتهم) في معارج النبوة لامهم لوما شديدا لعبادة الأصنام وعاب آلهتهم فقد كان يقول (إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم) وقد كان يقول (أتعبدون من دون الله مالا ينفعكم شيئا ولا يضركم أف لكم ولما تعبدون من دون الله أفلا تعقلون) وقد كان يقول (أتعبدون ما تنحتون والله خلقكم وما تعملون) وقد كان يقول: إن إلهكم جماد لا يسمع ولا يبصر ولا يعقل ولا يغني عنكم شيئا، وبالجملة كان دائما يذمهم ويذم أصنامهم وقد نقل أنهم كانوا ينحتون الأصنام ويبيعونها في الأسواق ويقولون من يشترى إلها وصفه كذا وكذا ويعدون من الأوصاف الشريفة، وأخذ إبراهيم (عليه السلام) يوما صنما وشد حبلا على رجله يجره على الأرض النجسة والطين في الأسواق وسكك المحلات ويقول من يشتري ما لا يضره ولا ينفعه ويغبن ويخسر في شرائه وهكذا كان يعد جملة من معايبه (حتى أدخل على نمرود) إدخاله عليه كان بعد كسر الأصنام، وفي معارج النبوة أنه دخل عليه ولم يسجد وقد كان دأبهم السجود له عند الدخول عليه فغضب نمرود عليه وقال لم لم تسجد؟ فقال (عليه السلام): لا أسجد إلا لربي، فقال نمرود:
من ربك؟ (فقال (عليه السلام): ربي الذي يحيى ويميت فقال أنا أحيى وأميت) وأحضر رجلين قتل أحدهما وأطلق الآخر زعم الأحمق أنه إحياء وإماتة ولم يعلم أن المراد بالإحياء إيجاد الحياة وربط الروح بالبدن بمجرد الإرادة وبالإمانة إزهاق الروح وإزالة الارتباط بلا علاج ولا آلة وإنما لم يجب (عليه السلام) بذلك وعدل إلى دليل آخر أظهر في إلزامه خوفا من التباس ذلك على أفهامهم القاصرة (قال إبراهيم فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب) في معارج النبوة أرسل الله تعالى
(٥٣١)
التالي
الاولى ١
٥٩٥ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حديث الرياح 3
2 حديث أهل الشام 9
3 حديث الجنان والنوق 17
4 حديث أبي بصير مع المرأة 27
5 [في حب الأئمة] 39
6 حديث آدم (عليه السلام) مع الشجرة 52
7 حديث نصراني الشام مع الباقر (عليه السلام) 71
8 حديث أبي الحسن موسى (عليه السلام) 73
9 حديث نادر 83
10 «حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله)» 91
11 حديث عيسى ابن مريم (عليهما السلام) 96
12 حديث إبليس 139
13 حديث محاسبة النفس 141
14 حديث من ولد في الاسلام 155
15 حديث زينب العطارة 167
16 حديث الذي أضاف رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالطائف 171
17 حديث الناس يوم القيامة 180
18 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 204
19 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 214
20 حديث قوم صالح (عليه السلام) 242
21 حديث الصيحة 278
22 حديث يأجوج ومأجوج 292
23 حديث القباب 310
24 حديث نوح (عليه السلام) يوم القيامة 371
25 حديث أبي ذر رضى الله عنه 416
26 حديث الفقهاء والعلماء 432
27 حديث الذي أحياه عيسى (عليه السلام) 478
28 حديث إسلام علي (عليه السلام) 480
29 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 500
30 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 516
31 حديث العابد 554
32 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 556