شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١٢ - الصفحة ٥٢٩
السابق
فمكث ما شاء الله أن يمكث. ثم أن امه قالت لأبيه: لو أذنت لي حتى أذهب إلى ذلك الصبي فعلت، قال: فافعلي فذهبت فإذا هي بإبراهيم (عليه السلام) وإذا عيناه تزهران كأنها سراجان قال: فأخذته فضمته إلى صدرها وأرضعته ثم انصرفت عنه، فسألها آزر عنه، فقالت: قد واريته في التراب فمكثت تفعل فتخرج في الحاجة وتذهب إلى إبراهيم (عليه السلام) فتضمه إليها وترضعه، ثم تنصرف فلما تحرك أتته كما كانت تأتيه فصنعت به كما كانت تصنع فلما أرادت الانصراف أخذ بثوبها فقالت له:
مالك؟ فقال لها: إذهبي بي معك، فقالت له: حتى أستأمر أباك، قال: فأتت أم إبراهيم آزر فأعلمته القصة، فقال لها: ايتيني به فأقعديه على الطريق فإذا مر به إخوته دخل معهم ولا يعرف.
قال: وكان إخوة إبراهيم (عليه السلام) يعملون الأصنام ويذهبون بها إلى الأسواق ويبيعونها قال: فذهبت إليه فجاءت به حتى أقعدته على الطريق ومر إخوته فدخل معهم فلما رآه أبوه وقعت عليه المحبة منه فمكث ما شاء الله قال: فبينما إخوته يعملون يوما من الأيام الأصنام إذا أخذ إبراهيم (عليه السلام) القدوم وأخذ خشبة فنجر منها صنما لم يروا قط مثله، فقال آزر لامه: إني لأرجو أن نصيب خيرا ببركة ابنك هذا، قال: فبينما هم كذلك إذ أخذ إبراهيم القدوم فكسر الصنم الذي عمله ففزع أبوه من ذلك فزعا شديدا، فقال له: أي شيء عملت؟ فقال له إبراهيم (عليه السلام): وما تصنعون به؟ فقال آزر: نعبده، فقال له إبراهيم (عليه السلام): (أتعبدون ما تنحتون)؟ فقال آزر] لامه [: هذا الذي يكون ذهاب ملكنا على يديه.
* الشرح:
قوله: (عن أبي عبد الله (عليه السلام) أن آزر أبا إبراهيم كان منجما لنمرود) هو نمرود بن كنعان من أحفاد سام بن نوح وكان بينه وبين نوح سبعة آباء وكان ملك الشرق والغرب وادعى الألوهية وأمر بعمل الأصنام على صورته ونشرها على بلاده وأمرهم بعبادتها والسجود لها ولم يكن في عهده مؤمن ظاهرا حتى بعث الله تعالى خليل الرحمن (ولقد رأيت عجبا) العجب إنكار ما يرد عليك وقد يتعجب الإنسان من الشيء لعظم موقعه عنده لحسنه أو لقبحه مع خفاء سببه (لم يدع امرأة ألا في جعلها المدينة لا يخلص إليها) خلص فلان إلى فلان وصل إليه وفي معراج النبوة جعلهن في المدينة ومنع الرجال من الدخول فيها ووكل على أبواب المدينة أمناء منهم آزر فحضرت زوجته عنده فواقعها فحملت بإبراهيم (عليه السلام) (ووقع آزر بأهله فعلقت بإبراهيم) قال الفاضل الأمين الأسترآبادي: هذا الحديث صريح في أن آزر كان أبا إبراهيم (عليه السلام) وقد انعقد إجماع الفرقة المحقة على أن أجداد نبينا (صلى الله عليه وآله) كانوا مسلمين إلى آدم (عليه السلام) وقد تواترت عنهم (عليهم السلام) نحن من الأصلاب الطاهرات والأرحام المطهرات لم تدنسهم الجاهلية بأدناسها وفي كتب الشافعية كالقاموس وكشرح الهمزية لابن حجر المكي تصريح بأن آزر كان عم إبراهيم (عليه السلام) وكان أبوه تارخ ويمكن حمل هذا الحديث على التقية بأن
(٥٢٩)
التالي
الاولى ١
٥٩٥ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حديث الرياح 3
2 حديث أهل الشام 9
3 حديث الجنان والنوق 17
4 حديث أبي بصير مع المرأة 27
5 [في حب الأئمة] 39
6 حديث آدم (عليه السلام) مع الشجرة 52
7 حديث نصراني الشام مع الباقر (عليه السلام) 71
8 حديث أبي الحسن موسى (عليه السلام) 73
9 حديث نادر 83
10 «حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله)» 91
11 حديث عيسى ابن مريم (عليهما السلام) 96
12 حديث إبليس 139
13 حديث محاسبة النفس 141
14 حديث من ولد في الاسلام 155
15 حديث زينب العطارة 167
16 حديث الذي أضاف رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالطائف 171
17 حديث الناس يوم القيامة 180
18 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 204
19 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 214
20 حديث قوم صالح (عليه السلام) 242
21 حديث الصيحة 278
22 حديث يأجوج ومأجوج 292
23 حديث القباب 310
24 حديث نوح (عليه السلام) يوم القيامة 371
25 حديث أبي ذر رضى الله عنه 416
26 حديث الفقهاء والعلماء 432
27 حديث الذي أحياه عيسى (عليه السلام) 478
28 حديث إسلام علي (عليه السلام) 480
29 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 500
30 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 516
31 حديث العابد 554
32 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 556