شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١٢ - الصفحة ٥٢٥
السابق
تعالى (سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى) حيث لم يقل بروح عبده ولأن تحريك الجسم إلى مسافة بعيدة في مدة قليلة هو المستغرب الذي يحتاج إلى البيان دون تحريك الروح وقال بعض العامة: إنه كان بالروح، وقيل: إنه كان بالجسم إلى المسجد الأقصى وبالروح إلى السماء، لأن الآية خرجت مخرج الترفيع، فلو كان الجسم في حال اليقظة لقال: بعبده إلى السماء كما قال: إلى المسجد الأقصى لأنه أمدح، والجواب أن هذا لا يعارض إجماع الخاصة بل إجماع العامة لأن الخلاف بينهم منسوب إلى بعض السلف، واتفق المتأخرون من المحدثين والفقهاء والمتكلمين على ما ذكرنا.
وقال بعضهم: إنه كان مرتين مرة بالروح ومرة بالجسم واختاره السهيلي جمعا بين الأقاويل وقوله:
فأتى بيت المقدس هو بفتح الميم وسكون القاف وبضم الميم وفتح القاف وتشديد الدال لغتان مشهورتان فعلى التخفيف يحتمل أن يكون مصدرا كالمرجع ويحتمل أن يكون اسم مكان أي بيت المكان الذي فيه التقديس أي الطهارة إما من الأصنام أو من الذنوب، وقوله: ثم رجع دل بظاهره على أن الإسراء وقع إلى بيت المقدس فقط لا إلى السماء أيضا، ويمكن حمله على ظاهره ويكون الإسراء إلى السماء أيضا ويمكن مرة أخرى غير هذه المرة، ويمكن حمل الخبر على الاقتصار بذكر بعض أجزاء المسافة الذي تطرد عير أهل مكة إليه شهرا ذاهبة وشهرا راجعة لأن هذه المسافة كانت مأنوسة عندهم ومعلومة مدة السير فيها، وإذا علموا بأن سيره فيها ذهابا أو عودا وقع في بعض الليل وأقام الشاهد على ذلك كان ذلك أدفع لعذرهم وأوقع في قبول الحق بخلاف الأمور السماوية فإنهم لم يعاينوها ولم يشاهدوها (فقال بعضهم لبعض: إنما جاء الشام - آه) يحتمل أن يكون السائل بعض المؤمنين ويدل عليه قوله: فقالوا يا رسول الله ويؤيده ما قال بعض العامة من أنه ارتد بهذا الأخبار جمع من المؤمنين فقالوا: ما لهذا يدعي أنه خرج الليلة إلى الشام ورجع، ويحتمل أن يكون بعض الكفار وقولهم: يا رسول الله إما محمول على الاستهزاء كما في قول فرعون «إن رسولكم الذي أرسل إليكم مجنون» ويحتمل أن يكون على سبيل الموافقة والملاينة والقصد إلى تصديقه بعد التبين فلذلك آمن قليل منهم (إذ أتاه جبرئيل (عليه السلام) فقال: يا رسول هذه الشام قد رفعت لك) يحتمل أن يكون صورة الشام ومثالها ظهرت له (صلى الله عليه وآله) ويحتمل أن نفس هذه البلدة ظهرت له بإزالة الحائل بينه وبينها أو بنقلها من محلها إلى قريب منه.
* الأصل:
556 - أحمد بن محمد بن أحمد، عن علي بن الحسن التيمي، عن محمد بن عبد الله، عن زرارة، عن محمد بن الفضيل، عن أبي حمزة قال، سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إذا قال المؤمن لأخيه: أف خرج من ولايته وإذا قال: أنت عدوي كفر أحدهما لأنه لا يقبل الله عزوجل من أحد
(٥٢٥)
التالي
الاولى ١
٥٩٥ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حديث الرياح 3
2 حديث أهل الشام 9
3 حديث الجنان والنوق 17
4 حديث أبي بصير مع المرأة 27
5 [في حب الأئمة] 39
6 حديث آدم (عليه السلام) مع الشجرة 52
7 حديث نصراني الشام مع الباقر (عليه السلام) 71
8 حديث أبي الحسن موسى (عليه السلام) 73
9 حديث نادر 83
10 «حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله)» 91
11 حديث عيسى ابن مريم (عليهما السلام) 96
12 حديث إبليس 139
13 حديث محاسبة النفس 141
14 حديث من ولد في الاسلام 155
15 حديث زينب العطارة 167
16 حديث الذي أضاف رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالطائف 171
17 حديث الناس يوم القيامة 180
18 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 204
19 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 214
20 حديث قوم صالح (عليه السلام) 242
21 حديث الصيحة 278
22 حديث يأجوج ومأجوج 292
23 حديث القباب 310
24 حديث نوح (عليه السلام) يوم القيامة 371
25 حديث أبي ذر رضى الله عنه 416
26 حديث الفقهاء والعلماء 432
27 حديث الذي أحياه عيسى (عليه السلام) 478
28 حديث إسلام علي (عليه السلام) 480
29 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 500
30 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 516
31 حديث العابد 554
32 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 556