شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١٢ - الصفحة ٥١٠
السابق
متصاعدة كما يشعر به صدر الكلام (وإن أحق من كان كذلك) أي يصغر عنده لعظمته كل ما سواه (لمن عظمت نعمة الله عليه) دنيوية كانت أو أخروية (ولطف إحسانه إليه) أي بر وهو سبحانه لطيف بعباده أي بر بعباده محسن إليهم بإيصال المنافع برفق ولطف لأن ملاحظة عظمة الأثر تفضي إلى ملاحظة عظمة المؤثر (فإنه لم تعظم نعمة الله على أحد إلا زاد حق الله عليه عظما) ومن أعظم أفراد حقه حصر العظمة عليه ومشاهدة كل ما سواه صغيرا لديه (وإن من استخف حالات الولاة عن صالح العباد) أي أرداها وأقبحها ومنشؤها قلة العقل وسخافة الرأي ورقته (أن يظن بهم حب الفخر ويوضع أمرهم على الكبر) إذ هذه الخصلة مع إيجاب الشركة مع الواحد توجب البعد والتنفير وفشو الجور وعدم تمشي الأمور وجريان الأحكام عن القوانين العدلية، وإنما قال: عند صالح العباد إذ لا اعتداد بظن فاسقهم وفيه تنبيه على أكثر الملوك إذ هم على هذا السلوك فليدرؤوا عن أنفسهم الموت وغيره من النوائب إن كانوا صادقين (وقد كرهت أن يكون جال) أي دار من الجولان (في ظنكم أني أحب الإطراء) في المدح (واستماع الثناء) على كما يحبهما أكثر الناس فإنهما لا يليقان إلا بالله سبحانه وفي غيره يوجبان الكبر والفخر والعجب بالعمل والنفس وهي أمور مهلكة (ولست بحمد الله كذلك) أي لم يكن في قلبه المطهر سوى الله تعالى ومن كان كذلك كيف يحب الفخر والإطراء ويضع أمره على الكبر ويحب استماع الثناء مع علمه بأن شيئا من ذلك لا يليق إلا بجناب الكبرياء (ولو كنت أحب أن يقال ذلك) في باعتبار ما فيه من اللذة الموهومة التي يعبرها الناس (لتركته انحطاطا لله سبحانه عن تناول ما هو أحق من العظمة والكبرياء) أي لو فرض أنى أحب أن يقال ذلك في باعتبار أن فيه لذة لتركته باعتبار أمر آخر وهو الانحطاط والتصاغر عن تناول ما الله أحق به من العظمة والكبرياء ونبه بذلك على أن الإطراء يستلزم التكبر والتعظم فكان تركه وكراهته لكونه مستلزما لهما (وربما استحلى الناس الثناء بعد البلاء) أي وجدوه حلوا بعد الفعل الجميل لما فيه من اللذة، وهذا تمهيد عذر لمن أثنى عليه فكأنه يقول: أنت معذور إذ رأيتني أجاهد في سبيل الخيرات وأحث الناس عليها ومن عادة الناس أنهم يستحلون الثناء بعد البلاء وفعل الخيرات فظننت أني مثلهم ثم نهى عن الثناء عليه على وجه يشعر بعدم استحقاقه ويدفع ذلك العذر بقوله (فلا تثنوا علي بجميل ثناء لإخراجي نفسي إلى الله وإليكم من البقية في حقوق لم أفرغ من أدائها وفرائض لابد من إمضائها) الظاهر أن اللام في لإخراجي علة للثناء ومن تعليل للإخراج وفي حقوق متعلق ببقية والحقوق الباقية أعم من أن تكون لله تعالى وهي حقوق نعمه التي أنعمها عليه أو للناس وهي التي لهم عليه من النصيحة في الدين والإرشاد إلى الطريق الأقصد والتعليم لكيفية سلوكه ووصف الحق بعد الفراغ منه وبوجوب إمضائه تنبيه على عدم
(٥١٠)
التالي
الاولى ١
٥٩٥ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حديث الرياح 3
2 حديث أهل الشام 9
3 حديث الجنان والنوق 17
4 حديث أبي بصير مع المرأة 27
5 [في حب الأئمة] 39
6 حديث آدم (عليه السلام) مع الشجرة 52
7 حديث نصراني الشام مع الباقر (عليه السلام) 71
8 حديث أبي الحسن موسى (عليه السلام) 73
9 حديث نادر 83
10 «حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله)» 91
11 حديث عيسى ابن مريم (عليهما السلام) 96
12 حديث إبليس 139
13 حديث محاسبة النفس 141
14 حديث من ولد في الاسلام 155
15 حديث زينب العطارة 167
16 حديث الذي أضاف رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالطائف 171
17 حديث الناس يوم القيامة 180
18 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 204
19 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 214
20 حديث قوم صالح (عليه السلام) 242
21 حديث الصيحة 278
22 حديث يأجوج ومأجوج 292
23 حديث القباب 310
24 حديث نوح (عليه السلام) يوم القيامة 371
25 حديث أبي ذر رضى الله عنه 416
26 حديث الفقهاء والعلماء 432
27 حديث الذي أحياه عيسى (عليه السلام) 478
28 حديث إسلام علي (عليه السلام) 480
29 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 500
30 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 516
31 حديث العابد 554
32 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 556