شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١٢ - الصفحة ٤٨٧
السابق
إلا أني رأيت في ظلة بني ساعدة حين خصمت الأنصار وكان أول من بايعه بشير بن سعد وأبو عبيدة بن الجراح ثم عمر، ثم سالم قال: لست أسألك عن هذا ولكن تدري أول من بايعه حين صعد على منبر رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ قلت: لا ولكني رأيت شيخا كبيرا متوكئا على عصاه بين عينيه سجادة شديد التشمير صعد إليه أول من صعد وهو يبكي ويقول: الحمد لله الذي لم يمتني من الدنيا حتى رأيتك هذا المكان ابسط يدك، فبسط يده فبايعه، ثم نزل فخرج من المسجد فقال علي (عليه السلام): هل تدري من هو؟ قلت: لا ولقد ساءتني مقالته كأنه شامت بموت النبي (صلى الله عليه وآله)، فقال ذاك إبليس لعنه الله أخبرني رسول الله (صلى الله عليه وآله) ان إبليس ورؤساء أصحابه شهدوا نصب رسول الله (صلى الله عليه وآله) إياى للناس بغدير خم بأمر الله عز وجل فأخبرهم أني أولى بهم من أنفسهم وأمرهم أن يبلغ الشاهد الغائب فأقبل إلى إبليس أبالسته ومردة أصحابه فقالوا: إن هذه أمة مرحومة ومعصومة ومالك ولا لنا عليهم سبيل قد أعلموا إمامهم ومفزعهم بعد نبيهم، فانطلق إبليس لعنه الله كئيبا حزينا، وأخبرني رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه لو قبض أن الناس يبايعون أبا بكر في ظلة بني ساعدة بعد ما يختصمون، ثم يأتون المسجد فيكون أول من يبايعه على منبري إبليس لعنه الله في صورة رجل شيخ مشمر يقول كذا وكذا، ثم يخرج فيجمع شياطينه وأبالسته فينخر ويكسع ويقول: كلا زعمتم أن ليس لي عليهم سبيل فكيف رأيتم ما صنعت بهم حتى تركوا أمر الله عز وجل وطاعته وما أمرهم به رسول الله (صلى الله عليه وآله).
* الشرح:
قوله: (لما قبض رسول الله وصنع الناس ما صنعوا) بيان ما صنعوا إجمالا ما ذكر صاحب كتاب إكمال الإكمال وهو من أعاظم علماء العامة، قال: لما قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله) انحاز الأنصار إلى سقيفة بني ساعدة إلى سعد بن عبادة، واعتزل علي والزبير وطلحة في بيت، وانحاز بقية المهاجرين إلى أبي بكر فأتى آت فقال: إن الأنصار انحازوا إلى سعد بن عبادة في سقيفة بني ساعدة فإن كان لكم بأمر الناس فأدركوهم قبل أن يتم أمرهم ورسول الله (صلى الله عليه وآله) في بيته لم يفرغ من شأنه قد أغلق أهله الباب دونه قال عمر فقلت لأبي بكر: انطلق بنا إلى الأنصار حتى ننظر ما هم عليه فأتيناهم فإذا بين ظهرانيهم رجل مرسل فقلت من هذا؟ فقالوا: سعد بن عبادة، فقلت: ماله؟ قالوا: وجع فلما جلسنا قام خطيبهم ثم ذكر شيئا من فضائل الأنصار فلما سكت أردت أن أتكلم وقد أعددت في نفسي مقالة أعجبتني أن أقدمها، فقال لي أبو بكر: على رسلك يا عمر ستكفى الكلام فأقول ثم تقول بعدي ما بدا لك: فتكلم فوالله ما ترك كلمة أعجبتني إلا قالها أو مثلها أو أفضل منها، ثم قال: أما ما ذكرتم من خير فأنتم له أهل ولكن العرب لا تعرف هذا الأمر إلا لهذا الحي من قريش أوسط العرب نسبا ودارا وقد بعث الله محمدا بالهدى ودين الحق وكنا معشر المهاجرين أول الناس إسلاما ونحن عشيرته وذووا رحمه
(٤٨٧)
التالي
الاولى ١
٥٩٥ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حديث الرياح 3
2 حديث أهل الشام 9
3 حديث الجنان والنوق 17
4 حديث أبي بصير مع المرأة 27
5 [في حب الأئمة] 39
6 حديث آدم (عليه السلام) مع الشجرة 52
7 حديث نصراني الشام مع الباقر (عليه السلام) 71
8 حديث أبي الحسن موسى (عليه السلام) 73
9 حديث نادر 83
10 «حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله)» 91
11 حديث عيسى ابن مريم (عليهما السلام) 96
12 حديث إبليس 139
13 حديث محاسبة النفس 141
14 حديث من ولد في الاسلام 155
15 حديث زينب العطارة 167
16 حديث الذي أضاف رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالطائف 171
17 حديث الناس يوم القيامة 180
18 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 204
19 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 214
20 حديث قوم صالح (عليه السلام) 242
21 حديث الصيحة 278
22 حديث يأجوج ومأجوج 292
23 حديث القباب 310
24 حديث نوح (عليه السلام) يوم القيامة 371
25 حديث أبي ذر رضى الله عنه 416
26 حديث الفقهاء والعلماء 432
27 حديث الذي أحياه عيسى (عليه السلام) 478
28 حديث إسلام علي (عليه السلام) 480
29 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 500
30 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 516
31 حديث العابد 554
32 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 556