شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١٢ - الصفحة ٤٣٣
السابق
حديث الفقهاء والعلماء * الأصل:
477 - عنه، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام):
كانت الفقهاء والعلماء إذا كتب بعضهم إلى بعض كتبوا بثلاثة ليس معهن رابعة، من كانت همته آخرته كفاه الله همه من الدنيا ومن أصل سريرته أصلح الله علانيته ومن أصلح فيما بينه وبين الله عز وجل أصلح الله تبارك وتعالى فيما بينه وبين الناس.
* الشرح:
(حديث الفقهاء والعلماء) العالم أعم من الفقيه باعتبار أن الفقه يتعلق بالأحكام والعلم يتعلق بها وبغيرها، أو باعتبار أن الفقه في عرف المحدثين المتقدمين كما صرح به جماعة من المحققين بصيرة قلبية تامة في الدين تابعة للإدراك توجب الميل إلى الآخرة ورفض الدنيا ومقت أهلها في ذات الله تعالى والعلم أعم منها ومن الإدراك وإن أريد بالعلم أيضا في عرفهم تلك البصيرة كما صرح به بعض الأكابر كانت بينهما مساواة والعطف للتفسير، ثم المراد بهم إما فقهاء هذه الأمة وعلمائهم أو الأعم الشامل للأمم السابقة (من كانت همته آخرته كفاه الله همه من الدنيا) الهمة بالكسر وتفتح: ما هم به ليفعل، وفي بعض النسخ «من كان همه» وهو الحزن والقصد يعني من كان حزنه بأمر الآخرة وقصده إليه وجد في تحصيله كفاه الله همه ومؤونته من الدنيا، نعم من كان لله كان الله له ومن أقبل إلى ما يحب الله أقبل الله إلى ما يحبه (ومن أصلح سريرته أصلح الله علانيته) إصلاح السريرة: وهو تنزيه القلب عن الرذائل وتزيينه بالفضايل وربطه بالعقايد الحقة يوجب صلاح الظاهر لأن الظاهر تابع للباطن ولو صدر منه مالا ينبغي نادرا أو مال إليه أصلح الله له بالعفو والتفضل ووفقه للصرف عنه (ومن أصلح فيما بينه وبين الله عز وجل أصلح الله تبارك وتعالى فيما بينه وبين الناس) إصلاح الأول هو الامتثال بأوامره وزواجره وآدابه ومن داوم عليه أصلح الله تعالى بينه وبين الناس وصرف قلوبهم إليه بالمحبة له والإتيان بما فيه نظام حاله ألا ترى أن عبدك إذا كان في رعاية حقوقك وامتثال أمرك دائما تأمر سائر عبيدك بالمحبة له ورعاية حقوقه ولو صدرت منه بادرة بالنسبة إليهم تطلب منهم العفو عنه والرضا منه.
واعلم أن هذه الكلمات الجزيلة مشتملة على جميع أنواع الفضيلة الدنيوية والأخروية والعقلية والعملية ولذلك داوم على مكاتبتها الفقهاء والعلماء وليس المقصود من نقل مكاتبتهم مجرد الأخبار بل الحث على الأسوة بهم في العلم والعمل.
(٤٣٣)
التالي
الاولى ١
٥٩٥ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حديث الرياح 3
2 حديث أهل الشام 9
3 حديث الجنان والنوق 17
4 حديث أبي بصير مع المرأة 27
5 [في حب الأئمة] 39
6 حديث آدم (عليه السلام) مع الشجرة 52
7 حديث نصراني الشام مع الباقر (عليه السلام) 71
8 حديث أبي الحسن موسى (عليه السلام) 73
9 حديث نادر 83
10 «حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله)» 91
11 حديث عيسى ابن مريم (عليهما السلام) 96
12 حديث إبليس 139
13 حديث محاسبة النفس 141
14 حديث من ولد في الاسلام 155
15 حديث زينب العطارة 167
16 حديث الذي أضاف رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالطائف 171
17 حديث الناس يوم القيامة 180
18 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 204
19 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 214
20 حديث قوم صالح (عليه السلام) 242
21 حديث الصيحة 278
22 حديث يأجوج ومأجوج 292
23 حديث القباب 310
24 حديث نوح (عليه السلام) يوم القيامة 371
25 حديث أبي ذر رضى الله عنه 416
26 حديث الفقهاء والعلماء 432
27 حديث الذي أحياه عيسى (عليه السلام) 478
28 حديث إسلام علي (عليه السلام) 480
29 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 500
30 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 516
31 حديث العابد 554
32 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 556