شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١٢ - الصفحة ٤١٩
السابق
(حديث أبي ذر رضي الله عنه) قال القرطبي: أبو ذر اسمه جندب بن جنادة، من كبار الصحابة، أسلم بعد أربعة، ثم انصرف إلى بلاد قومه فأقام بها حتى قدم عام الحديبية بعد أن مضت بدر وأحد والخندق وكان غلب عليه التعبد والتزهد ودخل بعد موت النبي (صلى الله عليه وآله) الشام فوقع بينه وبين معاوية نزاع فشكاه معاوية إلى عثمان فأقدمه عثمان المدينة ثم خرج إلى الربذة فأقام فيها في موضع منقطع إلى أن مات سنة اثنتين وثلاثين فصلى عليه ابن مسعود عن منصرفه من الكوفة في ركب ولم يوجد له ما يكفن فيه فكفنه رجل من أهل الركب في ثوب من غزل أمه وكان أوصى أن لا يكفنه أحد ولى شيئا من أعمال السلطان وخبره في ذلك معروف انتهى.
أقول: خروجه إلى الشام ثم إلى المدينة ثم من المدينة بعد ضرب عثمان إياه إلى الربذة كان بأمر عثمان لأنه كان ينقل دائما ذمائمهم وقد ذكرنا ذلك سابقا نقلا من كلام أصحابهم (فقال: إن أبا ذر كان في بطن مر يرعى غنما له فأتى ذئب عن يمين غنمه فهش بعصاه على الذئب) بطن مرو يقال له الظهر إن بفتح الميم وتشديد الراء موضع بقرب مكة على مرحلة، والهش: الخيط وهو الضرب الشديد وخرط الورق من الشجر ولعله ههنا كناية عن الطرد والفعل كدب ومل، والمزود كمنبر:
ما يجعل فيه الزاد، والإداوة: المطهرة هذا وأما سبب إسلام سلمان فقيل لما وافى رسول الله (صلى الله عليه وآله) نزل بقبا وقال: لا أدخل المدينة حتى يلحق بي علي وكان سلمان كثير السؤال عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) وكان قد اشتراه بعض اليهود وكان يخدم نخلا لصاحبه فلما وافى (عليه السلام) قبا وكان سلمان عرف بعض أحواله من بعض أصحاب عيسى (عليه السلام) وغيره فحمل طبقا من تمر وجاءهم به فقال: سمعنا أنكم غرباء وافيتم هذا الموضع فحملنا هذا إليكم من صدقتنا فكلوه، فقال رسول الله «ص): سموا وكلوا ولم يأكل هو منه شيئا وسلمان واقف ينظر فأخذ الطبق وانصرف وقال: هذه واحدة بالفارسية، ثم جعل في الطبق تمرا أخر فحمله فوضعه بين يديه (عليه السلام) فقال: رأيتك لم تأكل من تمر الصدقة فحملت هذا هدية فمد (عليه السلام) يده وقال لأصحابه: كلوا بسم الله فأخذ سلمان الطبق وهو يقول: هذا اثنان، ثم دار خلف رسول الله (عليه السلام) فعلم (عليه السلام) مراده منه فأرخى رداءه عن كتفه فرأى سلمان الشامة فوقع عليها وقبلها وقال: أشهد أن لا اله إلا الله وانك رسول الله ثم قال: إني عبد ليهودي فما تأمرني؟ فقال:
فكاتبه على شيء تدفعه إليه فصار سلمان إلى اليهودي فقال له: إني أسلمت واتبعت هذا النبي على دينه ولا تنتفع بي وكاتبني على شيء أدفعه إليك وأملك نفسي، فقال اليهودي: أكاتبك على أن تغرس لي خمسمائة نخلة وتخدمها حتى تحمل ثم تسلمها إلي وعلى أربعة أوقية ذهبا جيدا فانصرف إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فأخبره بذلك فقال (عليه السلام) اذهب فكاتبه على ذلك فمضى سلمان وكاتبه على ذلك وقدر اليهودي أن هذا لا يكون إلا بعد سنين وانصرف سلمان بالكتاب إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال (عليه السلام)
(٤١٩)
التالي
الاولى ١
٥٩٥ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حديث الرياح 3
2 حديث أهل الشام 9
3 حديث الجنان والنوق 17
4 حديث أبي بصير مع المرأة 27
5 [في حب الأئمة] 39
6 حديث آدم (عليه السلام) مع الشجرة 52
7 حديث نصراني الشام مع الباقر (عليه السلام) 71
8 حديث أبي الحسن موسى (عليه السلام) 73
9 حديث نادر 83
10 «حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله)» 91
11 حديث عيسى ابن مريم (عليهما السلام) 96
12 حديث إبليس 139
13 حديث محاسبة النفس 141
14 حديث من ولد في الاسلام 155
15 حديث زينب العطارة 167
16 حديث الذي أضاف رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالطائف 171
17 حديث الناس يوم القيامة 180
18 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 204
19 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 214
20 حديث قوم صالح (عليه السلام) 242
21 حديث الصيحة 278
22 حديث يأجوج ومأجوج 292
23 حديث القباب 310
24 حديث نوح (عليه السلام) يوم القيامة 371
25 حديث أبي ذر رضى الله عنه 416
26 حديث الفقهاء والعلماء 432
27 حديث الذي أحياه عيسى (عليه السلام) 478
28 حديث إسلام علي (عليه السلام) 480
29 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 500
30 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 516
31 حديث العابد 554
32 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 556