شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١٢ - الصفحة ٣٢٦
السابق
قوله: (سمعت أبا جعفر (عليه السلام) أن عمر لقى أمير المؤمنين (عليه السلام)) مر هذا الحديث متنا وسندا مع شرحه في حديث أبي بصير مع المرأة.
* الأصل:
326 - علي بن إبراهيم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان علي (عليه السلام) يقوم في المطر أول ما يمطر حتى يبتل رأسه ولحيته وثيابه، فقيل له: يا أمير المؤمنين الكن الكن فقال: إن هذا ماء قريب عهد بالعرش.
ثم أنشأ يحدث فقال: إن تحت العرش بحرا فيه ماء ينبت أرزاق الحيوانات فإذا أراد الله عز ذكره أن ينبت به ما يشاء لهم رحمة منه أوحى الله إليه فمطر ما شاء من سماء إلى سماء حتى يصير إلى السماء الدنيا فيما أظن فيلقيه إلى السحاب والسحاب بمنزلة الغربال، ثم يوحى الله إلى الريح أن اطحنيه وأذيبيه ذوبان الماء، ثم انطلقي به إلى موضع كذا وكذا فأمطري عليهم فيكون كذا وكذا عبابا وغير ذلك فتقطر عليهم على النحو الذي يأمرها به فليس من قطرة تقطر إلا ومعها ملك حتى يضعها موضعها ولم ينزل من السماء قطرة من مطر إلا بعدد معدود ووزن معلوم إلا ما كان من يوم الطوفان على عهد نوح (عليه السلام) فإنه نزل ماء منهمر بلا وزن ولا عدد.
قال: وحدثني أبو عبد الله (عليه السلام) قال: قال لي أبي (عليه السلام): قال أمير المؤمنين (عليه السلام): قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن الله عز وجل جعل السحاب غرابيل للمطر، هي تذيب البرد حتى يصير ماء لكي لا يضر به شيئا يصيبه، الذي ترون فيه من البرد والصواعق نقمة من الله عز وجل يصيب بها من يشاء من عباده.
ثم قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لا تشيروا إلى المطر ولا إلى الهلال فان الله يكره ذلك.
* الشرح:
قوله: (فقيل له: يا أمير المؤمنين الكن الكن) أي اطلب الكن وأدخله وهو بالكسر: ما يرد من الحر والبرد من الأبنية والمساكن (فقال: ان هذا ماء قريب عهد بالعرش) العرش يطلق بلسان الشرع على العلم والقدرة وعلى الجسم المحيط بالعالم وهو الأنسب هنا ويفهم منه استحباب التبرك بالمطر سيما قبل استقراره بالأرض التي عبد عليها غير الله تعالى وقبل أن تمسه الأيدي الخاطئة لأن المطر رحمة لقوله تعالى «بشرى بين يدي رحمته» ومبارك لقوله تعلى «ماء مباركا فأنبتنا به» وقريب عهد من محل رحمته وهو العرش ويحتمل أن يراد بالعرش هنا الإرادة ومعنى قرب عهده بتعلقها وإلا فإرادته تعالى قديمة وأن يراد بها الرحمة والحديث حجة لمن رجح ماء المطر على مياه الأرض والأطباء يقولون أنه أنفع المياه ما لم يختزن وفيه أيضا دلالة على زيادة تعظيم كل موجود في بدء وجوده لأنه قريب عهد برحمة الإيجاد ولهذا بالغ الشرع في رعاية الأطفال (ثم يوحي إلى الريح أن اطحنيه وأذيبيه ذوبان الماء. انتهى) طحن البر كمنع: جعله دقيقا وذاب ذوبا وذوبانا محركة ضد
(٣٢٦)
التالي
الاولى ١
٥٩٥ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حديث الرياح 3
2 حديث أهل الشام 9
3 حديث الجنان والنوق 17
4 حديث أبي بصير مع المرأة 27
5 [في حب الأئمة] 39
6 حديث آدم (عليه السلام) مع الشجرة 52
7 حديث نصراني الشام مع الباقر (عليه السلام) 71
8 حديث أبي الحسن موسى (عليه السلام) 73
9 حديث نادر 83
10 «حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله)» 91
11 حديث عيسى ابن مريم (عليهما السلام) 96
12 حديث إبليس 139
13 حديث محاسبة النفس 141
14 حديث من ولد في الاسلام 155
15 حديث زينب العطارة 167
16 حديث الذي أضاف رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالطائف 171
17 حديث الناس يوم القيامة 180
18 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 204
19 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 214
20 حديث قوم صالح (عليه السلام) 242
21 حديث الصيحة 278
22 حديث يأجوج ومأجوج 292
23 حديث القباب 310
24 حديث نوح (عليه السلام) يوم القيامة 371
25 حديث أبي ذر رضى الله عنه 416
26 حديث الفقهاء والعلماء 432
27 حديث الذي أحياه عيسى (عليه السلام) 478
28 حديث إسلام علي (عليه السلام) 480
29 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 500
30 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 516
31 حديث العابد 554
32 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 556