شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١٢ - الصفحة ٢٣٣
السابق
كتب الكتاب إلا يوم قتل الحسين (عليه السلام) وهكذا كان في سابق علم الله عز وجل الذي أعلمه رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن إذا كتب الكتاب قتل الحسين (عليه السلام) وخرج الملك من بني هاشم فقد كان ذلك كله.
قلت: (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل) قال: الفئتان إنما جاء تأويل هذه الآية يوم البصرة، وهم أهل هذه الآية وهم الذين بغوا على أمير المؤمنين (عليه السلام) فكان الواجب عليه قتالهم وقتلهم حتى يفيئوا إلى أمر الله ولو لم يفيئوا لكان الواجب عليه فيما أنزل الله أن لا يرفع السيف عنهم حتى يفيئوا ويرجعوا عن رأيهم لأنهم بايعوا طائعين غير كارهين، وهي الفئة الباغية كما قال الله تعالى فكان الواجب على أمير المؤمنين (عليه السلام) أن يعدل فيهم حيث كان ظفر بهم، كما عدل رسول الله (صلى الله عليه وآله) في أهل مكة إنما من عليهم وعفى وكذلك صنع أمير المؤمنين (عليه السلام) بأهل البصرة حيث ظفر بهم مثل ما صنع النبي (صلى الله عليه وآله) بأهل مكة حذوا النعل بالنعل.
قال: قلت: قوله عز وجل: «والمؤتفكة أهوى» قال: هم أهل البصرة هي المؤتفكة، قلت: « والمؤتفكات أتتهم رسلهم بالبينات»؟ قال: اولئك قوم لوط ائتفكت عليهم انقلبت عليهم.
* الشرح:
قوله: (ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم) ذكر الثلاثة والخمسة دون الاثنين والأربعة لأن الله تعالى وتر يحب الوتر مع الإشعار بذكر الزوج بعد الاستثناء إلى أن شيئا من العدد لا يخلو من الازدواج معه كما صرح في قوله (ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم) للتعميم بعد التخصيص (أينما كانوا من فوق الأرض وتحتها وشرقها وغربها والخلاء والملاء (ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة) من خير وشر ويجزيهم به (إن الله بكل شيء عليم) إشارة إلى أن المراد بكونه معهم علمه محيطا بظواهرهم وضمائرهم لا معية زمانية أو مكانية (لا تكون الخلافة في بني هاشم ولا النبوة أبدا) أي تعاهدوا في حجة الوداع في الكتاب إلى منع اجتماعهما في بني هاشم حسدا وعنادا وعداوة وحبا للدنيا وميلا إلى كون الخلافة في قريش لئلا تذهب مكر متهم في العرب (فأنزل الله عز وجل فيهم هده الآية) توبيخا ووعيدا لهم والآية وإن نزلت فيهم مضمونها عام ولا ينافي خصوص السبب عمومها ولا يخصصه.
(قال: قلت: قوله عز وجل أم أبرموا أمرا فإنا مبرمون) هم أبرموا أمر التعاهد ورد الخلافة عن بني هاشم وأحكموا ذلك بزعمهم والله سبحانه أبرم وأحكم أمر الخلافة في أهلها (قال أبو عبد الله (عليه السلام) لعلك ترى أنه كان يوم يشبه يوم كتب الكتاب إلا يوم قتل الحسين (عليه السلام). انتها) شبه يوم قتل الحسين (عليه السلام) بيوم كتب فيه الكتاب في كونه مصيبة عظيمة وبلية شديدة على الهاشمين
(٢٣٣)
التالي
الاولى ١
٥٩٥ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حديث الرياح 3
2 حديث أهل الشام 9
3 حديث الجنان والنوق 17
4 حديث أبي بصير مع المرأة 27
5 [في حب الأئمة] 39
6 حديث آدم (عليه السلام) مع الشجرة 52
7 حديث نصراني الشام مع الباقر (عليه السلام) 71
8 حديث أبي الحسن موسى (عليه السلام) 73
9 حديث نادر 83
10 «حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله)» 91
11 حديث عيسى ابن مريم (عليهما السلام) 96
12 حديث إبليس 139
13 حديث محاسبة النفس 141
14 حديث من ولد في الاسلام 155
15 حديث زينب العطارة 167
16 حديث الذي أضاف رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالطائف 171
17 حديث الناس يوم القيامة 180
18 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 204
19 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 214
20 حديث قوم صالح (عليه السلام) 242
21 حديث الصيحة 278
22 حديث يأجوج ومأجوج 292
23 حديث القباب 310
24 حديث نوح (عليه السلام) يوم القيامة 371
25 حديث أبي ذر رضى الله عنه 416
26 حديث الفقهاء والعلماء 432
27 حديث الذي أحياه عيسى (عليه السلام) 478
28 حديث إسلام علي (عليه السلام) 480
29 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 500
30 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 516
31 حديث العابد 554
32 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 556