شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١٢ - الصفحة ٢١٧
السابق
* الشرح:
(خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام)) مشتملة على معان لطيفة وأسرار خفية ونكات دقيقة وألفاظ رشيقة بحيث تقف في أول منزل من منازلها عقول الخطباء وفي أول مرحلة من مراحلها فحول العلماء ( الحمد لله أهل الحمد ووليه) علق الحمد باسم الذات وحكم بأنه أهله وأولى به للتنبيه على أنه مستحق له لذاته، وما اشتهر من أن الحمد متعلق بالفضايل أو الفواضل فهو باعتبار الأكثر والأغلب دون الاختصاص، ويؤيده أن الحمد عبادة وهو سبحانه مستحق لها بالذات (ومنتهى الحمد ومحله) فالحمد كله ينتهى إليه ومن ثم قيل باختصاص جنس الحمد وجميع أفراده به وبين الاختصاصين تلازم (البديء البديع) البديء: فعيل بمعنى فاعل من بدأ الخلق أي فطرهم وأنشأهم وذكر البديع بعده: وهو الذي يخترع الشيء لاعن شيء للدلالة على أنه خلقهم لاعن مادة ولاعن مثال سابق (الأجل الأعظم الأعز الأكرم) إن كان أفعل صفة وان كانت خلاف ظاهر فالأمر ظاهر وإن كان اسم تفضيل والمفضل عليه غيره فالتفضيل باعتبار وجود أصل الفعل في ذلك الغير وجودا اعتباريا إضافيا، والأحسن أن معناه أجل وأعظم وأعز وأكرم من أن يوصف أو يعرف كنه ذاته وصفاته أو يتخيل بالأوهام أو يتصور في العقول والإفهام كما روي في الله أكبر من أن معناه الله أكبر من أن يوصف لا أنه أكبر من كل شيء فإنه لا يقاس بشيء حتى يقال إنه أكبر منه.
(المتوحد بالكبرياء) أي المتفرد بالعظمة المطلقة لأن العظمة إما باعتبار شرف الذات أو الوجود أو الصفات الذاتية والفعلية وجميع ذلك له وكل ما سواه في ذل الحاجة إليه متضرع في طلب كماله بين يديه (والمتفرد بالآلاء) المتفرد إما بالتاء المثناة الفوقانية أو بالنون أو الأول أولى لأنه أنسب بالمتوحد مع ما فيه من المبالغة في الانفراد. والألى بالقصر وفتح الهمزة وكسرها: النعمة مطلقا والجمع الآلاء على أفعال مثل سبب وأسباب لكن أبدلت الهمزة التي هي فاء ألفا استثقالا لاجتماع همزتين ووجه التفرد ظاهر لأن كل نعمة منه تعالى وكل من له نعمة أخذها منه (القاهر بعزه) أي الغالب على جميع الأشياء ووضعها في مواضعها وتقدير حقايقها وصفاتها وكمالاتها لشدة قوته وقدرته بحيث لا يقدر شيء على أن يتجاوز عما قدر له ويطلب غيره (والمتسلط بقهره) على جميع ما سواه بالإيجاد والإبقاء والإعدام والإفناء (الممتنع بقوته) أي المتقوي بها فلا يحتاج في التقوى إلى أحد ولا يقدر عليه من يريده من امتنع بقومه إذا تقوى بهم فلا يقدر عليه من يريده أو الممتنع بها عن الشريك والنظير والاستعانة من أحد من امتنع من الأمر إذا كف عنه وأبى منه (المهيمن بقدرته) قيل هو الشهيد لأنه تعالى شاهد على خلقه بما يكون منهم من قول وفعل وغيرهما ومنه قوله تعالى «مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه»
(٢١٧)
التالي
الاولى ١
٥٩٥ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حديث الرياح 3
2 حديث أهل الشام 9
3 حديث الجنان والنوق 17
4 حديث أبي بصير مع المرأة 27
5 [في حب الأئمة] 39
6 حديث آدم (عليه السلام) مع الشجرة 52
7 حديث نصراني الشام مع الباقر (عليه السلام) 71
8 حديث أبي الحسن موسى (عليه السلام) 73
9 حديث نادر 83
10 «حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله)» 91
11 حديث عيسى ابن مريم (عليهما السلام) 96
12 حديث إبليس 139
13 حديث محاسبة النفس 141
14 حديث من ولد في الاسلام 155
15 حديث زينب العطارة 167
16 حديث الذي أضاف رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالطائف 171
17 حديث الناس يوم القيامة 180
18 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 204
19 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 214
20 حديث قوم صالح (عليه السلام) 242
21 حديث الصيحة 278
22 حديث يأجوج ومأجوج 292
23 حديث القباب 310
24 حديث نوح (عليه السلام) يوم القيامة 371
25 حديث أبي ذر رضى الله عنه 416
26 حديث الفقهاء والعلماء 432
27 حديث الذي أحياه عيسى (عليه السلام) 478
28 حديث إسلام علي (عليه السلام) 480
29 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 500
30 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 516
31 حديث العابد 554
32 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 556