شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١٢ - الصفحة ٢٠١
السابق
طوبي لمن اكتسب من المؤمنين مالا من غير معصية فأنفقه في غير معصية وعاد به على أهل المسكنة، طوبى لمن حسن مع الناس خلقه وبذل لهم معونته وعدل عنهم شره، طوبى لمن أنفق القصد وبذل الفضل وأمسك قوله عن الفضول وقبيح الفعل.
* الشرح:
قوله: (مالي أرى حب الدنيا قد غلب على كثير من الناس، هذا حال أكثر كل عصر لغموض أمر الآخرة وخفاء أحوالها مع اغماضهم عين البصيرة عنها وظهور أمر الدنيا ونعيمها، مع ميل طبايعهم إليها وضعف عقولهم عن ادراك قبايحها وكشف مفاسدها، فصار ذلك سببا لحب الدنيا وترك الآخرة (حتى كأن الموت في هذه الدنيا على غيرهم كتب)، لكون حالهم شبيهة بحال من يظن ذلك، وفيه تنبيه على أن تذكر الموت الباعث على فراق الدنيا والورود في الآخرة موجب لهوان الدنيا وما فيها ولذلك ورد في روايات كثيرة الحث على تذكره (وكان الحق في هذه الدنيا على غيرهم وجب) الظاهر أن المراد بالحق: حق الله تعالى وآدابه وأحكامه الدينية المتعلقة بكيفية العلم والعمل وتخصيصه بالموت بعيد (وحتى كأن لم يسمعوا ويروا من خبر الأموات قبلهم)، السماع بالنسبة إلى من مات من السابقين والغائبين والرؤية بالنسبة إلى من مات من الحاضرين وفيه توبيخ بترك العبرة بحالهم حيث كانوا في الدنيا فماتوا وتركوا ما في أيديهم اضطرارا وسكنوا قبورهم معذبين بعذاب أليم إلا من أتى الله بقلب سليم.
(سبيلهم سبيل قوم سفر عما قليل إليهم راجعون) سفر الرجل سفرا من باب طلب: خرج للارتحال فهو مسافر، والجمع سفر، مثل راكب وركب وصاحب وصحب، وفيه تنبيه على سرعة زوال العمر ورجوع الباقين إلى الماضين وترغيب في العمل لما بعد الموت وترك حب الدنيا وزهراتها المانعة عن الاستعداد لما ينفع بعده (بيوتهم أجداثهم ويأكلون تراثهم فيظنون أنهم مخلدون بعدهم هيهات هيهات) أي بعد هذا الظن عن الصواب والتكرير للمبالغة، والجدث القبر والجمع أجداث مثل سبب وأسباب وفيه تنفير عن الدنيا وتزيين البيوت فيها لأن من علم أنه يسكن هذا البيت الضيق المظلم وهو القبر في زمان طويل لا يعلم طوله إلا الله يسهل عليه ترك الدنيا الفانية بحذافيرها فضلا عن بيت وصرف العمر في تحصيل ما يحتاج إليه البيت (أما يتعظ آخرهم بأولهم) فليقدر الآخر نفسه كالأول في أنه سكن الدنيا لحظة وارتحل إلى الآخرة دفعة (ونسوا كل واعظ في كتاب الله تعالى) واعظ بليغ يعظهم بفناء الدنيا وخساسة متاعها واهلاكها السابقين بالركون إليها، ويدعوهم إلى التذكر للموت والعمل لما بعده وغير ذلك من المنفرات عن الدنيا والمرغبات للآخرة (وآمنوا شر كل عاقبة سوء) لاحقه بهم في الدنيا للركون إليها وفي الآخرة بالإعراض عنها وترك العمل لها، وفيه ترغيب في الأعمال
(٢٠١)
التالي
الاولى ١
٥٩٥ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حديث الرياح 3
2 حديث أهل الشام 9
3 حديث الجنان والنوق 17
4 حديث أبي بصير مع المرأة 27
5 [في حب الأئمة] 39
6 حديث آدم (عليه السلام) مع الشجرة 52
7 حديث نصراني الشام مع الباقر (عليه السلام) 71
8 حديث أبي الحسن موسى (عليه السلام) 73
9 حديث نادر 83
10 «حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله)» 91
11 حديث عيسى ابن مريم (عليهما السلام) 96
12 حديث إبليس 139
13 حديث محاسبة النفس 141
14 حديث من ولد في الاسلام 155
15 حديث زينب العطارة 167
16 حديث الذي أضاف رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالطائف 171
17 حديث الناس يوم القيامة 180
18 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 204
19 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 214
20 حديث قوم صالح (عليه السلام) 242
21 حديث الصيحة 278
22 حديث يأجوج ومأجوج 292
23 حديث القباب 310
24 حديث نوح (عليه السلام) يوم القيامة 371
25 حديث أبي ذر رضى الله عنه 416
26 حديث الفقهاء والعلماء 432
27 حديث الذي أحياه عيسى (عليه السلام) 478
28 حديث إسلام علي (عليه السلام) 480
29 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 500
30 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 516
31 حديث العابد 554
32 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 556