شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١٢ - الصفحة ١٩٠
السابق
القدم والخف والحافر من كثرة المشي، والإحفاء والتحفي: المبالغة في العمل فالفعل إما مجرد أو مزيد من باب الأفعال أو التفعل (وما كان قوته إلا الخل والزيت) لعل المراد بالقوت: الأدم ولا يتوهم أنه (عليه السلام) لم يجد غيره لأن من أعتق الف مملوك من صلب ماله وتصدق أموالا جزيلة لوجه الله تعالى لا يتصور فيه ذلك بل لأن ذلك أصلح في تطويع النفس الأمارة للنفس المطمئنة وتزكيتها وتبعيدها عن أهوائها، ولتسلية نفوس الفقراء الذين لا يجدون الأطمعة اللذيذة والادم النفيسة، وتنبيههم على أن الضروري من الطعام ما تقوم به البنية، وتبقي معه الحياة، (وحلواه التمر) إذا وجده والحلواء ويقصر معروف والفاكهة الحلوة (وملبوسه الكرابيس) في المصباح، الكرباس:
الثوب الخشن، وهو فارسي عرب بكسر الكاف والجمع: كرابيس، وينسب إليه بياعه فيقال كرابيسي (فإذا فضل عن ثيابه شيء دعا بالجلم فجزه) الجلم بالتحريك: ما يجز به الشعر والصوف كالمقراض، وإنما جزه لأن تطويل جيب القميص وكمه مذموم شرعا لدلالته على الخيلاء والتجبر عند العرب وقد روي عن طريق العامة أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: «إزرة المؤمن على انصاف ساقيه، ثم قال: ولا جناح عليه فيما بينه وبين الكعب وما أسفل من ذلك ففي النار» ونقلوا أن إطالة الكم أن يتجاوز عن طرف الأصابع، فجز الفضل هنا يحتمل جز ما زاد على الأصابع وجز ما زاد على الكعبين أو على نصف الساق، والأول أصح لأنه قد مر «أن قميصه (عليه السلام) إذا جاز أصابعه قطعة وإذا جاز كعبة حذفه».
* الأصل:
174 - أبو علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن الحسن بن علي، عن يونس بن يعقوب، عن سليمان بن خالد، عن عامل كان لمحمد بن راشد قال: حضرت عشاء جعفر بن محمد (عليه السلام) في الصيف فأتى بخوان عليه خبز وأتى بجفنة فيها ثريد ولحم تفور فوضع يده فيها فوجدها حارة ثم رفعها وهو يقول: نستجير بالله من النار، نعوذ بالله من النار، نحن لا نقوى على هذا فكيف النار، وجعل يكرر هذا الكلام حتى أمكنت القصعة فوضع يده فيها ووضعنا أيدينا حين أمكنتنا فأكل وأكل وأكلنا معه، ثم إن الخوان رفع فقال: يا غلام ائتنا بشيء فاتي بتمر في طبق فمددت يدي فإذا هو تمر، فقلت: أصلحك الله هذا زمان الأعناب والفاكهة؟ قال: إنه تمر، ثم قال: ارفع هذا وأتنا بشيء فاتي بتمر فمددت يدي فقلت: هذا تمر؟ فقال: إنه طيب.
* الشرح:
قوله: (فأتى بخوان) الخوان: كغراب وكتاب ما يؤكل عليه الطعام، والجفنة بالفتح: كالقصعة وفي كنز اللغة جفنة «كاسه چوبين» والفور: الغليان (قال: إنه تمر) هذا إما استفهام أو خبر لبيان أنه أشرف مما ذكر، وأمره بالرفع لرعاية جانب الضيف وشهوته، ولعل الآتي الثاني غير الأول فأتى بالتمر لعدم
(١٩٠)
التالي
الاولى ١
٥٩٥ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حديث الرياح 3
2 حديث أهل الشام 9
3 حديث الجنان والنوق 17
4 حديث أبي بصير مع المرأة 27
5 [في حب الأئمة] 39
6 حديث آدم (عليه السلام) مع الشجرة 52
7 حديث نصراني الشام مع الباقر (عليه السلام) 71
8 حديث أبي الحسن موسى (عليه السلام) 73
9 حديث نادر 83
10 «حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله)» 91
11 حديث عيسى ابن مريم (عليهما السلام) 96
12 حديث إبليس 139
13 حديث محاسبة النفس 141
14 حديث من ولد في الاسلام 155
15 حديث زينب العطارة 167
16 حديث الذي أضاف رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالطائف 171
17 حديث الناس يوم القيامة 180
18 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 204
19 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 214
20 حديث قوم صالح (عليه السلام) 242
21 حديث الصيحة 278
22 حديث يأجوج ومأجوج 292
23 حديث القباب 310
24 حديث نوح (عليه السلام) يوم القيامة 371
25 حديث أبي ذر رضى الله عنه 416
26 حديث الفقهاء والعلماء 432
27 حديث الذي أحياه عيسى (عليه السلام) 478
28 حديث إسلام علي (عليه السلام) 480
29 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 500
30 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 516
31 حديث العابد 554
32 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 556