شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١٢ - الصفحة ١٤١
السابق
حديث محاسبة النفس * الأصل:
108 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، وعلي بن محمد جميعا، عن القاسم بن محمد، عن سليمان بن داود المنقري، عن حفص بن غياث قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): إذا أراد أحدكم أن لا يسأل ربه شيئا إلا أعطاه فلييأس من الناس كلهم ولا يكون له رجاء إلا من عند الله عز ذكره، فإذا علم الله عز وجل ذلك من قلبه لم يسأله شيئا إلا أعطاه، فحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا عليها فإن للقيامة خمسين موقفا كل موقف مقداره ألف سنة، ثم تلا: (في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة مما تعدون).
* الشرح:
(حديث محاسبة النفس) بصرفها عن المقابح وحبسها على المحاسن.
(إذا أراد أحدكم أن لا يسأل ربه شيئا إلا أعطاه فلييأس من الناس كلهم..) دلت الروايات المعتبرة على أن من له رجاء إلى مخلوق وجعله معتمدا لحصول رجائه وكله الله إليه فلو دعا الله حينئذ فقد جعله شريكا له في قضاء الحوائج وكل عمل له ولشريكه يرده إلى شريكه لأنه تعالى لا يقبل إلا ما خلص له.
(فحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا عليها) جعل الله العقل والنفس تاجرين شريكين في التجارة للآخرة والعمر رأس المال والطاعة والقرب ودخول الجنة ربحها، والبعد وخلود الناس خسرانها، وجعل العقل لاتصافه بالأمانة أميرا رقيبا حاكما على النفس الأمارة لاتصافها بالخيانة ولذلك خاطبه بقوله بك أثيب وبك أعاقب كما في كتاب العقل.
وجعل النفس تابعة له في تلك التجارة لأنه يستعين بها وبقواها والباطنة والظاهرة التي هي بمنزلة الخدم لها في تلك التجارة، كما يستعين التاجر الدنيوي بشريكه ثم يحاسبه الله تعالى لكونه الشريك الأعظم في مواقف القيامة التي هي موقف المعرفة وموقف الإيمان وموقف الرسالة وموقف الولاية وموقف الصلاة وموقف الزكاة وغيرها من الحقوق والطاعات فوجب على العقل أن يحاسب النفس في أوان التجارة ليأمن من خيانتها ويجعلها مطمئنة ويسهل له الحساب في مواقف القيامة أو يتخلص منه، وحقيقة تلك المحاسبة أن يضبط عليها أعمالها وحركاتها وسكناتها وخطراتها ولحظاتها ولا يغفل عن مراقبتها ويصرفها إلى الخيرات ويزجرها عن المنهيات ويعاتبها ويجاهدها ويعاقبها فإن رأى أنها مالت إلى كسب معصية أو ترك طاعة يوبخها بأن ذلك من الحمق والجهل بالله وبأمر الآخرة وبعقوباتها وخسرانها ويجاهدها حتى ترجع عنه إلى الخير ويعاقبها بترك كثير من المباحات وتحميل كثير من المندوبات ويضيق عليها لينقطع ميلها إلى فعل المنهيات وترك
(١٤١)
التالي
الاولى ١
٥٩٥ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حديث الرياح 3
2 حديث أهل الشام 9
3 حديث الجنان والنوق 17
4 حديث أبي بصير مع المرأة 27
5 [في حب الأئمة] 39
6 حديث آدم (عليه السلام) مع الشجرة 52
7 حديث نصراني الشام مع الباقر (عليه السلام) 71
8 حديث أبي الحسن موسى (عليه السلام) 73
9 حديث نادر 83
10 «حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله)» 91
11 حديث عيسى ابن مريم (عليهما السلام) 96
12 حديث إبليس 139
13 حديث محاسبة النفس 141
14 حديث من ولد في الاسلام 155
15 حديث زينب العطارة 167
16 حديث الذي أضاف رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالطائف 171
17 حديث الناس يوم القيامة 180
18 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 204
19 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 214
20 حديث قوم صالح (عليه السلام) 242
21 حديث الصيحة 278
22 حديث يأجوج ومأجوج 292
23 حديث القباب 310
24 حديث نوح (عليه السلام) يوم القيامة 371
25 حديث أبي ذر رضى الله عنه 416
26 حديث الفقهاء والعلماء 432
27 حديث الذي أحياه عيسى (عليه السلام) 478
28 حديث إسلام علي (عليه السلام) 480
29 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 500
30 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 516
31 حديث العابد 554
32 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 556