شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١٢ - الصفحة ١٤
السابق
الماء) وسخنته تسخينا شديدا حتى ثار من الماء دخان وارتفع في جو متوهم وخلاء متسع ارتفاعا تقتضيه الحكمة البالغة (على قدر ما شاء الله أن يثور) ويصلح لخلق السماوات من غير زيادة ونقصان (فخلق من ذلك الدخان سماء صافية نقية) وبسط ذلك الدخان بسطا مخصوصا وركبه تركيبا معلوما وضم إليه الجزء الصوري الحافظ لذلك التركيب إلى ما شاء الله.
(ليس فيها صدع ولا نقب) بالنون أو الثاء المثلثة واعلم أن ظاهر هذا الحديث والذي يأتي بعده وظاهر قوله تعالى (ثم استوى إلى السماء وهي دخان) ناطق بأن السماء مخلوقة من دخان وأن المراد بالنار والدخان معناهما الحقيقي وقيل المراد بالدخان هنا البخار المتصاعد عن وجه الماء الحادث بسبب حركته بتحريك الريح له وليس محمولا على حقيقته لأنه إنما يكون عن النار ولا نار هنالك وإنما سمي البخار دخانا من باب الاستعارة للتشابه بينهما في الصورة لأن البخار أجزاء مائية خالطت الهواء بسبب لطافتها عن حرارة الحركة كما أن الدخان أجزاء مائية انفصلت عن جرم المحترق بسبب لطافتها عن حرارة النار وذلك قوله: (والسماء بناها * رفع سمكها) أي رفع سقفها عن الأرض على قدر تقتضيه الحكمة وقد ذكر الصادق (عليه السلام) بعض تلك الحكمة في توحيد المفضل.
(فسويها) تسوية موجبة لكمالها من غير نقص فيها. (وأغطش ليلها) أي أظلمه (وأخرج ضحيها) أي ضوءها وهو النهار وإنما أضافهما إليها لأنهما يحدثان بحركتها.
(قال ولا شمس ولا نجوم ولا سحاب) حين خلق السماء من الدخان وإنما حدثت هذه الأشياء بعده لمصالح الخلق ومنافعهم. (ثم طواها ووضعها فوق الأرض) على مقدار من الارتفاع المحسوس ثم نسب الخليقتين أي جاء بواحدة منهما في أثر الآخر (فرفع السماء قبل الأرض) أي رفعها بالبسط المعلوم قبل بسط الأرض (فذلك قوله عز ذكره (والأرض بعد ذلك دحيها) يقول بسطها) على قدر معلوم لتكون مهدا للإنسان ومرعى للحيوان. واعلم أن ظاهر هذه الخبر وغيره وظاهر القرآن لما دل على كون الماء أصلا تكونت منه السماوات والأرض، وثبت أن الترتيب المذكور أمر ممكن في نفسه، وثبت أن الباري تعالى فاعل مختار قادر على جميع الممكنات، ثم لم يقم دليل عقلي يمنع من إجراء هذه الظواهر على ما دلت عليه بظاهرها وجب علينا القول بمقتضاها ولا حاجة بنا إلى التأويل الذي ذكره بعض الناس ونحن تركناه لطوله ولا يضرنا ما ذهب إليه الحكماء من تأخر وجود العناصر عن وجود السماوات لأن أدلتهم مدخولة. (فقال الشامي يا أبا جعفر قول الله تعالى (أولم ير الذين كفروا أن السماوات كانتا رتقا)) أي ذات رتق أو مرتوقتين (ففتقناهما) الرتق ضد الفتق وهو الشق، فالرتق الضم والالتحام، والمراد بالرؤية الرؤية القلبية وهي العلم، والكفرة وإن لم يعلموا ذلك لكنهم كانوا متمكنين من العلم به نظرا ومن الاستدلال به على وجود الصانع. (فقال أبو
(١٤)
التالي
الاولى ١
٥٩٥ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حديث الرياح 3
2 حديث أهل الشام 9
3 حديث الجنان والنوق 17
4 حديث أبي بصير مع المرأة 27
5 [في حب الأئمة] 39
6 حديث آدم (عليه السلام) مع الشجرة 52
7 حديث نصراني الشام مع الباقر (عليه السلام) 71
8 حديث أبي الحسن موسى (عليه السلام) 73
9 حديث نادر 83
10 «حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله)» 91
11 حديث عيسى ابن مريم (عليهما السلام) 96
12 حديث إبليس 139
13 حديث محاسبة النفس 141
14 حديث من ولد في الاسلام 155
15 حديث زينب العطارة 167
16 حديث الذي أضاف رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالطائف 171
17 حديث الناس يوم القيامة 180
18 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 204
19 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 214
20 حديث قوم صالح (عليه السلام) 242
21 حديث الصيحة 278
22 حديث يأجوج ومأجوج 292
23 حديث القباب 310
24 حديث نوح (عليه السلام) يوم القيامة 371
25 حديث أبي ذر رضى الله عنه 416
26 حديث الفقهاء والعلماء 432
27 حديث الذي أحياه عيسى (عليه السلام) 478
28 حديث إسلام علي (عليه السلام) 480
29 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 500
30 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 516
31 حديث العابد 554
32 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 556