شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١٢ - الصفحة ١١٨
السابق
على أن ابن البنت ابن لأبيها حقيقة لأن الأصل في الإطلاق الحقيقة ودل عليه أيضا بعض الأخبار ومن الأصحاب من قال: إنه ابن له مجازا.
(لا تبغي بها بدلا ولا تحويلا) أي لا تطلب في الآخرة بعد مشاهدتها بدلا بها أحسن منها ولا تحويلا منها إلى ما هو مثلها أو عن موضع منها إلى موضع آخر لعدم وجود الأحسن منها والمساوي لها وكون كل موضع منها في غاية الحسن والإعجاب أو لا تطلب الدنيا في الدنيا بدلا منها ولا تحويلا عنها فهو على الأول خبر لفظا ومعنى، وعلى الثاني نهي معنى.
(كذلك أفعل بالمتقين) أي مثل ما فعلت بآبائك أفعل بالمتقين الذين ألسنتهم مستقيمة وجوارحهم خاشعة وقلوبهم ذاكرة وملابسهم مقتصدة وجميع حركاتهم وسكناتهم على قوانين شرعية والآخرة بين عيونهم والدنيا وراء ظهورهم وخفايا أعمالهم وسرائر أمورهم منزهة عن المكر والخدعة وظواهر أعمالهم معراة عن الرياء والسمعة.
(يا عيسى اهرب إلي مع من يهرب من نار ذات لهب) لهب النار: اشتعالها إذا خلص من الدخان أو لسانها، والمراد بالهرب إليه سلوك سبيله بفعل الطاعات وترك المنهيات والإتيان بما يوجب التقرب منه من أنواع القربات (ونار ذات أغلال وأنكال) الأغلال جمع الغل وهو الحديدة التي تجمع يد الأسير إلى عنقه وهو قد يكون من نار وقد يكون من حية، والأنكال جمع النكل بالكسر وهو القيد الشديد أو قيد من نار ووصف النار بهما لكونهما منها أو لتقيد أهلها بهما (لا يدخلها روح) الروح بالفتح: الراحة والرحمة ونسيم الريح الذي يستنشق به كل ذي روح ويتروح منه ولا يخرج منها غم أبدا لكون أهلها معذبين مغمومين دائما (قطع كقطع الليل المظلم) إما لأنه لا نور لنارها أو لكمال اختلاط الدخان بنورها أو لأن نورها لا يزيل ظلمتها لكمال شدتها وكثافتها كما أن نور اليراعة لا يزيل ظلمة الليل، وفي ذكر هذه الأوصاف لها ترغيب في الفرار منها وترهيب عن فعل ما يوجب الدخول فيها (ومن ينج منها يفز) بالخير والفلاح وفيه حث على عمل ما يوجب النجاة منها كما أن في قوله (ولن ينجو منها من كان من الهالكين) من الكفرة والمشركين تحذير عن العمل بما يوجب الدخول فيها (هي دار الجبارين والعتاة الظالمين) هم سلاطين الجور وأمراؤهم الذين يكسرون خلق الله ويجبرونهم على ما أرادوا من الأوامر والنواهي الخارجة عن القوانين الشرعية، والعتاة جمع العاتي وهو المستكبر المتجاوز عن الحد (وكل فظ غليظ وكل مختال فخور) فظ الرجل من باب علم يفظ فظاظة إذا غلظ جانبه وقسى قلبه وساء خلقه وخشن كلامه، واختال الرجل فهو مختال إذا تكبر وأعجب بنفسه، وفخر إذا ادعى العظم والكبر والشرف في النسب والحسب وغير ذلك من الكمالات الصورية والمعنوية.
(يا عيسى بئست الدار لمن ركن إليها) الظاهر أن المراد بالدار دار جهنم وبالركون إليها الركون
(١١٨)
التالي
الاولى ١
٥٩٥ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حديث الرياح 3
2 حديث أهل الشام 9
3 حديث الجنان والنوق 17
4 حديث أبي بصير مع المرأة 27
5 [في حب الأئمة] 39
6 حديث آدم (عليه السلام) مع الشجرة 52
7 حديث نصراني الشام مع الباقر (عليه السلام) 71
8 حديث أبي الحسن موسى (عليه السلام) 73
9 حديث نادر 83
10 «حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله)» 91
11 حديث عيسى ابن مريم (عليهما السلام) 96
12 حديث إبليس 139
13 حديث محاسبة النفس 141
14 حديث من ولد في الاسلام 155
15 حديث زينب العطارة 167
16 حديث الذي أضاف رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالطائف 171
17 حديث الناس يوم القيامة 180
18 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 204
19 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 214
20 حديث قوم صالح (عليه السلام) 242
21 حديث الصيحة 278
22 حديث يأجوج ومأجوج 292
23 حديث القباب 310
24 حديث نوح (عليه السلام) يوم القيامة 371
25 حديث أبي ذر رضى الله عنه 416
26 حديث الفقهاء والعلماء 432
27 حديث الذي أحياه عيسى (عليه السلام) 478
28 حديث إسلام علي (عليه السلام) 480
29 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 500
30 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 516
31 حديث العابد 554
32 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 556