شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١٢ - الصفحة ١١١
السابق
كان من أجل التكبر عليه وعدم الإقرار بعظمته واستحقاقه للطاعة فهو متمرد عات، وإن كان مع معرفته واستحقاقه للطاعة فهو متعرض لسخطه وعقوبته.
(فبي حلفت لآخذنه أخذة ليس له منجى ولا دوني ملجأ أين يهرب من سمائي وأرضي) أي فبذاتي وعزتي أحلف لآخذنه في الدنيا أو في الآخرة أخذة شديدة ليس له منها منجى أي محل النجاة منها من التقوى وغيرها ولا ملجأ من الخلق إذ الخلق لا يقدرون على دفع عقوبة الله إلا بإذنه ولا مهرب له إذ لا يقدر أحد أن يخرج من ملك الله وسلطانه، وبالجملة الدافع للأخذ منحصر في الثلاثة وليس له شيء منها.
(يا عيسى قل لظلمة بني إسرائيل) تصدق الظلمة على الكفرة والفسقة من أهل الإيمان (لا تدعوني والسحت تحت أحضانكم) السحت بالضم وبضمتين: الحرام والرشوة والربا، والإحضان جمع الحضن بالكسر هو الجنب وما دون الإبط إلى الكشح ولعل المراد به.
(والأصنام في بيوتكم) كناية عن عبادتها ويحتمل بعيدا أن يراد بالبيوت القلوب وبالأصنام الأهواء النفسانية.
(فإني آليت) تعليل لقوله «لا تدعوني» أي أقسمت (أن أجيب من دعاني) كائنا من كان (واجعل إجابتي إياهم لعنا عليهم حتى يتفرقوا) من مواضع دعائهم أو من الخصلة المذمومة المذكورة و «اجعل» عطف على «آليت» أو على «أجيب» والأول أقرب معنى، والثاني لفظا.
(يا عيسى كم أطيل النظر) أي الانتظار إلى الرجوع، يقال: نظرت الشيء وانتظرت بمعنى، وفي التنزيل (ما ينظرون إلا صيحة واحدة) أي ما ينتظرون أو المراد به التأمل بالعين تقول نظرته ونظرت إليه إذا تأملته بعينك وهو على الاحتمالين تمثيل أو المراد به التأخير في أخذهم وإهلاكهم ومنه نظرة بالكسر وهو التأخير في الأمور.
(وأحسن الطلب) أي طلب رجوعهم من الباطل إلى الحق بالنصيحة والموعظة الحسنة (والقوم في غفلة لا يرجعون) أي في غفلة عما يراد منهم من ذكر الله ومتابعة دينه ورسوله وأحكامه (تخرج الكلمة من أفواههم لا تعيها قلوبهم) إشارة إلى نفاقهم وكون إيمانهم بمجرد اللسان وقلوبهم خالية عنه كما قال في وصف المنافقين من هذه الأمة (يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم) لما كان هنا مظنة أن يقال ما ثمرة اختلاف ظاهرهم وباطنهم أجاب عنه من باب الاستيناف بقوله (يتعرضون لمقتي) أي لعقوبتي أو سلب رحمتي عنهم لفساد قلوبهم (ويتحببون بقربي إلى المؤمنين) الظاهر أن «إلى» متعلق بالقرب والتحبب على سبيل التنازع يعني يتحببون إلى المؤمنين ويظهرون حبهم بسبب قربي إلى المؤمنين فأميل ظاهرهم إلى المؤمنين وأدفع شرهم عنهم، وفيه احتمال آخر أدق فتأمل، وفي بعض النسخ «بي» بدل «بقربي» يعني يظهرون حب المؤمنين بمعونتي وتوفيقي لهم على ذلك بحفظ المؤمنين عن أذاهم وإضرارهم، كل هذا من باب الاحتمال، والله أعلم.
(يا عيسى ليكن لسانك في السر والعلانية واحدا وكذلك فليكن قلبك وبصرك) أمره بموافقة هذه الجوارح في السر والعلانية بأن يقول ويضمر ويبصر في العلانية ما يقول ويضمر ويبصر في
(١١١)
التالي
الاولى ١
٥٩٥ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حديث الرياح 3
2 حديث أهل الشام 9
3 حديث الجنان والنوق 17
4 حديث أبي بصير مع المرأة 27
5 [في حب الأئمة] 39
6 حديث آدم (عليه السلام) مع الشجرة 52
7 حديث نصراني الشام مع الباقر (عليه السلام) 71
8 حديث أبي الحسن موسى (عليه السلام) 73
9 حديث نادر 83
10 «حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله)» 91
11 حديث عيسى ابن مريم (عليهما السلام) 96
12 حديث إبليس 139
13 حديث محاسبة النفس 141
14 حديث من ولد في الاسلام 155
15 حديث زينب العطارة 167
16 حديث الذي أضاف رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالطائف 171
17 حديث الناس يوم القيامة 180
18 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 204
19 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 214
20 حديث قوم صالح (عليه السلام) 242
21 حديث الصيحة 278
22 حديث يأجوج ومأجوج 292
23 حديث القباب 310
24 حديث نوح (عليه السلام) يوم القيامة 371
25 حديث أبي ذر رضى الله عنه 416
26 حديث الفقهاء والعلماء 432
27 حديث الذي أحياه عيسى (عليه السلام) 478
28 حديث إسلام علي (عليه السلام) 480
29 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 500
30 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 516
31 حديث العابد 554
32 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 556