شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٥ - الصفحة ٣٠٢
السابق
لواحد من آحاد الناس إذا كان من أهل المعرفة الربانية والرياضة النفسانية فكيف لا تظهر للأئمة الطاهرين الذين هم أنوار روحانيون وعلماء ربانيون، وأيضا بين المؤمن الكامل وبينهم (عليهم السلام) مناسبة تامة حتى كأن جسمه من جسمهم وروحه من روحهم فبتلك المناسبة يعرفون حقيقة إيمانه، وبين المنافق وبينهم منافرة تامة وبتلك لمنافرة يعرفون حقيقة نفاقهم والإيمان عبارة عن التصديق بوجود الصانع وماله من صفات الكمال ونعوت الجلال والإقرار بصدق الرسول (صلى الله عليه وآله) وما جاء به، والنفاق: عبارة عن الإقرار باللسان مع الإنكار بالجنان أو مع تردده وحقيقتها يحتمل وجوها: الأول:
أن الإيمان الحقيقي هو الإيمان المقرون بالعمل والنفاق الحقيقي هو عدم الإيمان أو الإيمان الذي ليس معه عمل. الثاني: أن المراد بالأول الإيمان الثابت المستقر في القلب البالغ حد الملكة، وبالثاني: الإيمان الغير الثابت و هو المتزلزل الذي في معرض التغير والزوال، والثالث: أن المراد بالأول: الإيمان الذي يكون على سبيل الإخلاص وبالثاني: ما لا يكون كذلك والله أعلم.
قوله (وإن شيعتنا لمكتوبون) أي في اللوح المحفوظ أو في مصحف فاطمة (عليها السلام) وهو الذي أخبرها جبرئيل (عليه السلام) بعد موت أبيها إلى زمان وفاتها وكتبه علي (عليه السلام) بيده أو في الجعفر والجامعة على احتمال بعيد بالنظر إلى تفسيرهما.
قوله (أخذ الله علينا وعليهم الميثاق) أخذ الله تعالى على كل من الفريقين عهدا على رعاية حقوق الآخر والحقان ما أشار إليهما أمير المؤمنين (عليه السلام) في بعض خطبه يقول: «أيها الناس إن لي عليكم حقا ولكم علي حق أما حقكم علي فالنصيحة وتوفير فيئكم عليكم وتعليمكم كيلا تجهلوا وتأديبكم كيما تعلموا، أما حقي عليكم فالوفاء بالبيعة والنصيحة في المشهد والمغيب والإجابة حين أدعوكم والطاعة حين آمركم» (1) (عليه السلام) «وتوفر فيئكم عليكم» معناه توفيره بترك الظلم فيه وتفريقه في غير وجوه مما ليس بمصلحة لكم كما فعله من كان قبله.
قوله (ليس على ملة الإسلام غيرنا وغيرهم) أريد بالإسلام الإيمان وقد كثر هذا الإطلاق في لسان الشرع، أو أريد به معناه المعروف وهو الإقرار بالله ورسوله لأن غيرهم غير مقرين بهما بحسب التحقيق كما مر سابقا.
قوله (يردون) أريد بالمورد: الدين الحق أو الحوض، وبالمدخل: الجنة أو مقام الشفاعة. (ونحن النجباء النجاة) في بعض النسخ «نحن» بدون العطف والنجباء بضم النون وفتح الجيم: جمع نجيب وهو كريم بين النجابة كذا في الصحاح، و قال ابن الأثير: النجيب: الفاضل من كل حيوان وقد نجب

1 - النهج قسم الخطب تحت رقم 34.
(٣٠٢)
التالي
الاولى ١
٣٥٨ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب الجبر والقدر والأمر بين الأمرين 3
2 باب الاستطاعة 38
3 باب البيان والتعريف ولزوم الحجة 47
4 باب اختلاف الحجة على عباده 57
5 باب حجج الله على خلقه 60
6 باب الهداية أنها من الله عز وجل 68
7 باب الاضطرار إلى الحجة 75
8 باب طبقات الأنبياء والرسل والأئمة (عليهم السلام)) 108
9 باب الفرق بين الرسول والنبي والمحدث 114
10 باب ان الحجة لا تقوم لله على خلقه إلا بامام 120
11 باب أن الأرض لا تخلو من حجة 121
12 باب أنه لو لم يبق في الأرض إلا رجلان لكان أحدهما الحجة 127
13 باب معرفة الإمام والرد اليه 129
14 باب فرض طاعة الأئمة 149
15 باب في أن الأئمة شهداء الله عز وجل على خلقه 160
16 باب ان الأئمة عليهم السلام هم الهداة 165
17 باب ان الأئمة عليهم السلام ولاة امر الله وخزنة علمه 167
18 باب أن الأئمة عليهم السلام خلفاء الله عز وجل في أرضه 172
19 وأبوابه التي منها يؤتى 172
20 باب أن الأئمة عليهم السلام نور الله عز وجل 175
21 باب ان الأئمة هم أركان الأرض 181
22 باب نادر جامع في فضل الإمام وصفاته 191
23 باب أن الأئمة (عليهم السلام) ولاة الامر وهو الناس المحسودون الذين ذكرهم الله عز وجل 250
24 باب أن الأئمة (عليهم السلام) هم العلامات التي ذكرها الله عز وجل في كتابه 257
25 باب أن الآيات التي ذكرها الله عز وجل في كتابه هم الأئمة (عليهم السلام) 259
26 باب ما فرض الله عز وجل ورسوله (صلى الله عليه وآله) من الكون مع الأئمة (عليهم السلام) 260
27 باب أن أهل الذكر الذين أمر الله الخلق بسؤالهم هم الأئمة (عليهم السلام) 267
28 باب أن من وصفه الله تعالى في كتابه بالعلم هم الأئمة (عليهم السلام) 272
29 باب أن الراسخين في العلم هم الأئمة (عليهم السلام)) 274
30 باب أن الأئمة قد أوتوا العلم وأثبت في صدورهم 277
31 باب في أن من اصطفاه الله من عباده وأورثهم كتابه هم الأئمة (عليهم السلام) 278
32 باب أن الأئمة في كتاب الله إمامان: إمام يدعو إلى الله وإمام يدعو إلى النار 280
33 باب [أن القرآن يهدي للإمام] 283
34 باب أن النعمة التي ذكرها الله عز وجل في كتابه الأئمة (عليهم السلام) 284
35 باب أن المتوسمين الذين ذكرهم الله تعالى في كتابه هم الأئمة (عليهم السلام) والسبيل فيهم مقيم 285
36 باب عرض الأعمال على النبي (صلى الله عليه وآله) والأئمة (عليهم السلام) 288
37 باب أن الطريقة التي حث على الاستقامة عليها ولاية علي (عليه السلام) 290
38 باب ان الأئمة معدن العلم وشجرة النبوة ومختلف الملائكة 292
39 باب أن الأئمة (عليهم السلام) ورثة العلم، يرث بعضهم بعضا العلم 295
40 باب أن الأئمة ورثوا علم النبي وجميع الأنبياء والأوصياء الذين من قبلهم 298
41 باب أن الأئمة (عليهم السلام) عندهم جميع الكتب التي نزلت من عند الله عز وجل وأنهم يعرفونها على اختلاف ألسنتها 306
42 باب أنه لم يجمع القرآن كله إلا الأئمة (عليهم السلام) وانهم يعلمون علمه كله 309
43 باب ما أعطي الأئمة (عليهم السلام) من اسم الله الأعظم 314
44 باب ما عند الأئمة من آيات الأنبياء (عليهم السلام) 317
45 باب ما عند الأئمة من سلاح رسول الله عليه وآله ومتاعه 320
46 باب أن مثل سلاح رسول الله مثل التابوت في بني إسرائيل 330
47 باب فيه ذكر الصحيفة والجفر والجامعة ومصحف فاطمة عليها السلام 331
48 باب في شأن إنا أنزلناه في ليلة القدر وتفسيرها 341
49 فهرس الآيات 351