شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٥ - الصفحة ١٣٧
السابق
لم يؤمنوا بالإله الحق المرسل للرسول، المعين للحجة. وآمنوا بإله آخر، وهذا شرك بالله العظيم وهم لا يعلمون أنه من أتى بيوت الشرع من أبوابها وهي الحجج فقد اهتدى إلى الله تعالى وإلى أمره، ومن أخذ في غير تلك الأبواب سلك طريق الهلاك والضلال لمخالفة أمره تعالى، وقد وصل الله تعالى طاعة ولي أمره بطاعة رسوله، وطاعة رسوله بطاعته حيث قال (وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول واولي الأمر منكم) وهذا يفيد التلازم فمن ترك طاعة ولاة الأمر لم يطع الله ولا رسوله لأن طاعتهما هو الإقرار بما انزل من عند الله تعالى ومما انزل طاعة ولاة الأمر فمن تركه لم يطعمها، فيا أيها الناس اتبعوا رجالا لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله إلى آخر ما وصفهم الله تعالى وهم الرسول وأهل بيته الطاهرين.
قوله: (وشرع لهم فيها المنار) المنار: جمع المنارة على غير القياس إذ القياس أن يجمع مفعلة على مفاعل وهي موضع النور فاستعير للحجج (عليهم السلام) لأنهم محال الأنوار العقلية ومواضع العلوم الشرعية به يستبين حقائق الدين ويستنير قلوب العارفين.
قوله: (هيهات هيهات) أي بعد التقوى واللقاء بالإيمان وأتى به مكررا للتأكيد.
قوله: (خذوا زينتكم عند كل مسجد) قيل: اريد بالزينة: اللباس، سمي زينة لأنه ساتر للعورة، وقيل: اريد بها: ثياب التجمل فهو على الأول: دليل على وجوب ستر العورة عند دخول كل مسجد للصلاة أو الطواف أو مطلقا، وعلى الثاني: على استحباب التزين بثياب التجمل فيهما. وقيل: اريد بها المشط والسواك والخاتم والسجادة والسبحة أقول: ويمكن أن يراد بها مطلق ما يتزين به ومن جملته التصديق بولاة الأمر لأنه أعظم ما يتزين به الظاهر والباطن.
قوله: (والتمسوا البيوت) أي اطلبوها من الالتماس وهو الطلب وهي بيوت النبوة والوصاية التي شرفها الله على بيوتات سائر الأنبياء والأوصياء ويذكر فيها اسم الله وآياته وأحكامه وبيناته.
قوله: (وإقام الصلاة) حذف التاء في المصدر للتخفيف مع قيام الإضافة مقامها.
قوله: (يخافون يوما) أي عذاب يوم تتقلب فيه القلوب والأبصار ظهرا لبطن ومن جانب إلى جانب كتقلب الحية على الرمضاء وذلك لكثرة شدائده وعظمة مصائبه.
قوله: (إن الله قد استخلص الرسل لأمره) أي جعلهم خالصين لأمره فارغين عما سواه بالمجاهدات النفسانية والتأييدات الربانية، ثم استخلصهم واستخصهم حال كونهم مصدقين بالمعجزات الظاهرة والبراهين القاهرة بسبب خلوصهم لأمر الله وفراغهم عن غيره وقربهم منه في إنذاره وتخويفه عن العقوبات الدنيوية والاخروية وبالجملة اتخذهم أولا نجيا وجعل لهم من عنده مكانا عليا ثم اتخذهم رسولا نبيا. وفيه رد على من جعل الفسقة الكفرة صاحبين للخلافة قابلين
(١٣٧)
التالي
الاولى ١
٣٥٨ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب الجبر والقدر والأمر بين الأمرين 3
2 باب الاستطاعة 38
3 باب البيان والتعريف ولزوم الحجة 47
4 باب اختلاف الحجة على عباده 57
5 باب حجج الله على خلقه 60
6 باب الهداية أنها من الله عز وجل 68
7 باب الاضطرار إلى الحجة 75
8 باب طبقات الأنبياء والرسل والأئمة (عليهم السلام)) 108
9 باب الفرق بين الرسول والنبي والمحدث 114
10 باب ان الحجة لا تقوم لله على خلقه إلا بامام 120
11 باب أن الأرض لا تخلو من حجة 121
12 باب أنه لو لم يبق في الأرض إلا رجلان لكان أحدهما الحجة 127
13 باب معرفة الإمام والرد اليه 129
14 باب فرض طاعة الأئمة 149
15 باب في أن الأئمة شهداء الله عز وجل على خلقه 160
16 باب ان الأئمة عليهم السلام هم الهداة 165
17 باب ان الأئمة عليهم السلام ولاة امر الله وخزنة علمه 167
18 باب أن الأئمة عليهم السلام خلفاء الله عز وجل في أرضه 172
19 وأبوابه التي منها يؤتى 172
20 باب أن الأئمة عليهم السلام نور الله عز وجل 175
21 باب ان الأئمة هم أركان الأرض 181
22 باب نادر جامع في فضل الإمام وصفاته 191
23 باب أن الأئمة (عليهم السلام) ولاة الامر وهو الناس المحسودون الذين ذكرهم الله عز وجل 250
24 باب أن الأئمة (عليهم السلام) هم العلامات التي ذكرها الله عز وجل في كتابه 257
25 باب أن الآيات التي ذكرها الله عز وجل في كتابه هم الأئمة (عليهم السلام) 259
26 باب ما فرض الله عز وجل ورسوله (صلى الله عليه وآله) من الكون مع الأئمة (عليهم السلام) 260
27 باب أن أهل الذكر الذين أمر الله الخلق بسؤالهم هم الأئمة (عليهم السلام) 267
28 باب أن من وصفه الله تعالى في كتابه بالعلم هم الأئمة (عليهم السلام) 272
29 باب أن الراسخين في العلم هم الأئمة (عليهم السلام)) 274
30 باب أن الأئمة قد أوتوا العلم وأثبت في صدورهم 277
31 باب في أن من اصطفاه الله من عباده وأورثهم كتابه هم الأئمة (عليهم السلام) 278
32 باب أن الأئمة في كتاب الله إمامان: إمام يدعو إلى الله وإمام يدعو إلى النار 280
33 باب [أن القرآن يهدي للإمام] 283
34 باب أن النعمة التي ذكرها الله عز وجل في كتابه الأئمة (عليهم السلام) 284
35 باب أن المتوسمين الذين ذكرهم الله تعالى في كتابه هم الأئمة (عليهم السلام) والسبيل فيهم مقيم 285
36 باب عرض الأعمال على النبي (صلى الله عليه وآله) والأئمة (عليهم السلام) 288
37 باب أن الطريقة التي حث على الاستقامة عليها ولاية علي (عليه السلام) 290
38 باب ان الأئمة معدن العلم وشجرة النبوة ومختلف الملائكة 292
39 باب أن الأئمة (عليهم السلام) ورثة العلم، يرث بعضهم بعضا العلم 295
40 باب أن الأئمة ورثوا علم النبي وجميع الأنبياء والأوصياء الذين من قبلهم 298
41 باب أن الأئمة (عليهم السلام) عندهم جميع الكتب التي نزلت من عند الله عز وجل وأنهم يعرفونها على اختلاف ألسنتها 306
42 باب أنه لم يجمع القرآن كله إلا الأئمة (عليهم السلام) وانهم يعلمون علمه كله 309
43 باب ما أعطي الأئمة (عليهم السلام) من اسم الله الأعظم 314
44 باب ما عند الأئمة من آيات الأنبياء (عليهم السلام) 317
45 باب ما عند الأئمة من سلاح رسول الله عليه وآله ومتاعه 320
46 باب أن مثل سلاح رسول الله مثل التابوت في بني إسرائيل 330
47 باب فيه ذكر الصحيفة والجفر والجامعة ومصحف فاطمة عليها السلام 331
48 باب في شأن إنا أنزلناه في ليلة القدر وتفسيرها 341
49 فهرس الآيات 351