التوحيد - الشيخ الصدوق - الصفحة ٣٧٠
السابق
قال: حدثنا أبي موسى بن جعفر، قال: حدثنا أبي جعفر بن محمد، قال: حدثنا أبي محمد بن علي، قال: حدثنا أبي علي بن الحسين، قال: حدثنا أبي الحسين ابن علي عليهم السلام، قال: سمعت أبي علي بن أبي طالب عليه السلام يقول: الأعمال على ثلاثة أحوال: فرائض وفضائل ومعاصي (1) وأما الفرائض فبأمر الله عز وجل، وبرضى الله وقضاء الله وتقديره ومشيته وعلمه، وأما الفضائل فليست بأمر الله ولكن برضى الله و بقضاء الله وبقدر الله وبمشيته وبعلمه، وأما المعاصي فليست بأمر الله (2) ولكن بقضاء الله وبقدر الله وبمشيته وبعلمه، ثم يعاقب عليها.
قال مصنف هذا الكتاب: قضاء الله عز وجل في المعاصي حكمه فيها، ومشيته في المعاصي نهيه عنها، وقدره فيها علمه بمقاديرها ومبالغها (3).

(1) كأنه عليه السلام أراد بالمعاصي أعم من المكروهات، ولم يدخل المباحات في القسمة.
(2) ولا برضى الله تعالى أيضا.
(3) أقول: قد ورد في الأحاديث أنه لا يكون شئ في السماوات والأرض إلا بسبع:
مشيئة، إرادة، قدر، قضاء، كتاب، أجل، إذن، وكذا ورد فيها كالحديث التاسع من الباب الرابع والخمسين أن الله تعالى علم وشاء وأراد وقدر وقضى وأمضى، وكذا أحاديث أخر دالة على أن كل شئ واقع بقضائه وقدره حتى أفعال العباد ومعاصيهم، وبالنظر في أخبار هذا الباب والأبواب السبعة قبله وغيرها ينحل ما يخطر بالبال من الشبهات في هذا المبحث، ومجمل القول: أن كل شئ حتى كل فعل صدر من العبد من حيث هو شئ إنما يقع في الخارج بعلله المنتهية إليه تعالى، وإنكار ذلك إخراج لبعض ما في ملكه عن سلطانه تعالى عن ذلك، لكنه تعالى جعل فعل العبد بيده أي بقدرته وإرادته، وإنكار قدرة العبد وإرادته سفه وإنكار لأمر وجداني، يوجب ذلك الشبهات التي تراكمت في أذهان أصحابها لانحرافهم عن الحق وأهله، مع أن قدرته وإرادته وكل شئ له محكومة بتلك الأمور، فإذا فعل فإنما فعل بقدرته وإرادته بعد مشيئة الله له وإرادته وقدره وقضائه وإذنه بأجل في كتاب، وأما أمره تعالى ونهيه فإنهما لا يتعلقان بفعل العبد من حيث ذاته وإنه شئ إذ لو لم يكن أمر ولا نهي لكان الفعل واقعا أو غير واقع من غير دخل لهما فيه، بل يتعلقان به من حيث الموافقة بمعنى أن الأمر وكذا النهي يبعث العبد مع شرائط البعث فيه على أن يجعل فعله وتركه وفقا لما أمر به ونهى عنه، والحاصل أن الفعل المأمور به أو المنهى عنه من حيث هو كذلك الذي يتحقق الطاعة بموافقته والمعصية بمخالفته ليس موردا لإرادته وقضائه وغيرهما من أسباب الخلق، نعم مورد للتشريعية منها.
(٣٧٠)
التالي
الاولى ١
٤٦١ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 بيانه في سبب تأليف الكتاب. 11
2 بيانه في شروط لا إله إلا الله. 19
3 بيانه في شرط دخول العاصي الجنة. 20
4 بيانه في أو لم ينظروا في ملكوت السماوات والأرض - الخ ". 21
5 بيانه في معنى الإرادتين. 59
6 بيانه في نفي التشبيه عنه تعالى من جميع الجهات. 74
7 بيانه في معنى الواحد والتوحيد والموحد. 78
8 بيانه في قوله تعالى: " قال رب أرني أنظر إليك - الخ ". 113
9 بيانه في معنى الرؤية الواردة في الأخبار. 114
10 بيانه في معنى قوله تعالى: " فلما تجلى ربه للجبل - الخ ". 114
11 بيانه في إن أخبار الرؤية صحيحة. 116
12 بيانه في قدرته تعالى. 119
13 بيانه في معنى هو تعالى نور و تفسير ظلين 123
14 بيانه في معنى قدرته تعالى. 125
15 بيانه في الدليل على أنه تعالى قادر. 128
16 بيانه في كونه تعالى عالما. 129
17 بيانه في الدليل على أنه تعالى عالم. 131
18 بيانه في إرادته تعالى لفعل العبد. 137
19 بيانه في صفات الذات و صفات الأفعال. 142
20 بيانه في معنى السبع المثاني. 145
21 بيانه في خلق الله تعالى آدم على صورته. 146
22 بيانه في قوله تعالى (لما خلقت بيدي استكبرت) 148
23 بيانه في قوله تعالى: " يوم يكشف عن ساق ". 149
24 بيانه في قوله تعالى: " الله نور السماوات و الأرض - الخ ". 149
25 بيانه في معنى تركه تعالى. 154
26 بيانه في معنى قول أمير المؤمنين (ع) أنا قلب الله، أنا عين الله. 158
27 بيانه في معنى قوله عليه السلام: أنا جنب الله. 159
28 بيانه في معنى قوله عليه السلام: أنا عبد من عبيد محمد. 169
29 بيانه في الدليل على أنه تعالى ليس في مكان. 172
30 بيانه في تفسير أسماء الله تعالى. 189
31 بيانه في تفسير قوله تعالى: " تبارك الذي نزل الفرقان - الخ ". 211
32 بيانه في إن صفاته تعالى عين ذاته. 217
33 بيانه في خلق القرآن و حدوث كلامه تعالى. 219
34 بيانه في معنى أن القرآن غير مخلوق. 223
35 بيانه في ترك حي على خير العمل للتقية. 235
36 بيانه في معنى أنه تعالى على العرش. 244
37 بيانه في معني أنه تعالى يري أولياءه نفسه. 244
38 بيانه في أدلة توحيد الصانع. 263
39 بيانه في معنى اعرفوا الله بالله. 284
40 بيانه في طبقات الأنبياء. 285
41 بيانه في أدلة حدوث الأجسام و أن لها محدثا. 292
42 بيانه في مأخذ علم الأئمة عليهم السلام. 303
43 بيانه في معنى استوى على العرش. 311
44 بيانه في معنى البداء له تعالى. 329
45 بيانه في الاستطاعة. 339
46 بيانه في مشية الله تعالى و إرادته. 340
47 بيانه في حديث " الشقي من شقي - الخ ". 350
48 بيانه في معنى مشيئته تعالى و قدره و قضائه. 364
49 بيانه في تفسير الرزق. 367
50 بيانه في تفسير الأجل. 372
51 بيانه في معاني القضاء و الفتنة. 378
52 بيانه في معنى السعر و الرخص والغلاء. 383
53 بيانه في وجه العدل وعدله تعالى في الأطفال. 389
54 بيانه في شرط دخول المذنب الجنة. 404
55 بيانه في معنى الهداية والضلالة. 407
56 بيانه في علة إرادته تعالى بالعبد سوءا. 409
57 بيانه في سبب جلب المأمون متكلمي الفرق على الرضا عليه السلام. 448